صنعاء بوجهٍ آخر.. الحوثي يطمس هُوية واحدة من أقدم مدن الأرض
صنعاء بوجهٍ آخر.. الحوثي يطمس هُوية واحدة من أقدم مدن الأرض
صنعاء
تعكفُ مليشيا الحوثي الإرهابية على إقامة مخططٍ جديدٍ يُجرى تنفيذه في العاصمة المختطفة صنعاء، تحت مسمى "تحسين المدخل الرئيسي لصنعاء القديمة"، يندرج في سياق الأعمال الإنشائية التي تنفذها المليشيا لطمس الهوية التاريخية لواحدة من أقدم المدن على وجه الأرض، المأهولة بالسكان منذ 2500 عام، بحسب اليونسكو.
والهدفُ الحوثي المعلن وراء هذه الأعمال التي بدأت منذ أيام "تحسين مظهر المدينة"، غير أن خبراء آثار حذروا من هذه المخالفات والأهداف المبطنة لهذه الأعمال التي قد تفضي إلى إزالة نهائية لمدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو التي يُشترط أن توافق، أولًا، على أي مشاريع في المواقع التاريخية المُدرجة في قائمتها قبل الشروع في تنفيذها لضمان تطابقها مع الهوية التاريخية للموقع.
في تموز/ يوليو 2015 أعلنت لجنة التراث العالمي لليونسكو، من مدينة بون الألمانية عن إدراج مدينة صنعاء القديمة في اليمن على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، والتي سبق وأُدرجت على قائمة التراث العالمي عام 1986م.
ومن شأن هذه الأعمال التي تقوم بها مليشيا الحوثي أن تضع مكانة صنعاء القديمة التاريخية على المحك، لا سيما بعد أن طالب أحد خبراء التراث العالمي بـ"إيقاف هذا الجنون"، وفقًا لتأكيد محمد جميح، سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
وكانت مليشيا الحوثي أقدمت، في فبراير من العام 2021، على هدم مسجد النهرين، الذي يعد جزءًا من محمية صنعاء التاريخية، والذي بُني في القرن الأول الهجري، بزعم انحراف القبلة؛ لكن الهدف من وراء عملية الهدم تبين لاحقًا عندما أنشأت المليشيا بدلًا عن المسجد "قباب حُسينية" لأبعاد طائفية، باعتبار أن المسجد بُني أصلًا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وكانت دوافع هدمه طائفية بحتة.
حتى وبعد عملية الهدم وإعادة تشييد "الحسينيات" لم تراعِ المليشيا الهوية التاريخية للمسجد، وقامت باستحداثات من الخرسانة في موقع الهدم، في تصرف مقصود من شأنه الإضرار بالتفرّد العمراني في بناء المدينة ومرافقها المشيدة من الطين.
وفي مارس الماضي، أقرت المليشيا الإرهابية إرساء مخطط لإزالة 4 أسواق تاريخية في صنعاء القديمة وهدمها، لبناء- عوضًا عنها- مزارات شيعية وأضرحة، لترويج مشروعها الطائفي، الأمر الذي أثار حفيظة السكان في المدينة، وعُد تهديدًا كبيرًا لمكانة المدينة وتصرفًا ينم عن حقد حوثي على كل ما يمت لتاريخ وهُوية اليمنيين بصِلة.