أخبار إيجاز

الإرهاب الإيراني يشل الملاحة في باب المندب

إيجاز. تقرير خاص

تسببت الهجمات البحرية الإرهابية للحوثيين، في شل الملاحة بمضيق باب المندب والبحر الأحمر، مع إعلان عدد من كبريات الشحن في العالم، ايقاف عملياتها مؤقتا بسبب المخاطر العالية جراء إرهاب أدوات إيران.

وخلال الساعات الماضية، أعلنت شركات ميرسك الدنماركي وهاباج لويد الألمانية وإم إس سي السويسرية وسي إم أيه سي جي الفرنسية، وقف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، جراء الهجمات الإرهابية الحوثية التي تصاعدت خلال منذ أواخر الأسبوع الماضي.

شركة ميرسك، وهي أكبر شركة شحن حاويات عملاقة في العالم، قالت إنها أصدرت تعليمات لسفنها المتجهة إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر بوقف رحلاتها مؤقتا، بعد الهجوم على أحد سفنها وتصاعد المخاطر التي يشكلها الإرهابيون الحوثيون على الأسطول التجاري في المنطقة.
وقالت الشركة: “بعد الحادث الوشيك الذي تعرضت له سفينة ميرسك جبل طارق، الخميس الماضي، والهجوم الآخر على سفينة حاويات الجمعة، أصدرنا تعليمات لجميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر.

وكانت سفينة الحاويات ميرسيك، قد تعرضت لهجوم إرهابي هو الأول من نوعه الذي تتعرض له سفينة مدنية في خطوط الملاحة، حيث تم استهداف بشكل مباشرة بواسطة طائرة إيرانية مما تسبب باشتعال النيران فيها.

رقعة الإرهاب تتسع
منذ عملية الاختطاف التي تعرضت سفينة الشحن، جالاكسي ليدر، في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، واقتيادها إلى ميناء الحديدة، صعدت مليشيات الحوثي الإرهابية من عملياتها الإهابية ضد الملاحة البحرية والسفن التجارية، بشكل غير مسبوق طيلة الفترة الماضية.
وتبنت المليشيات الحوثية، نحو سبع عمليات إرهابية ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي وفقا لما رصده موقع "يمن فيوتشر"، رغم الدعوات الدولية، وخصوصا من الأمم المتحدة، للمليشيا، بالإفراج عن السفينة وطاقمها، باعتبار ذلك، انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وكانت أخر هجمات إرهابية للحوثيين، تلك التي تبنتها المليشيات، الجمعة الماضية، باستهداف سفينتي حاويات ( MSC Alanya إم إس سي ألانيا "و"
MSC PALATIUM III إم إس سي بالاتيوم) "بصاروخين بحريين .
شركة الشحن الألمانية هاباج لويد، أعلنت عن تعرض سفينة تابعة لها لهجوم أثناء إبحارها بالقرب من الساحل اليمني، مؤكدة ان أي من أفراد طاقمها لم يصب بأذى، كما أعلنت شركة أمن الملاحة البحرية البريطانية "أمبري"، إن سفينة حاويات ترفع علم ليبيريا تعرضت لأضرار من "هجوم من الجو" لدى إبحارها عبر مضيق باب المندب، حيث أسفر الهجوم عن حريق على سطح السفينة وسقوط حاوية منها.
الخميس الماضي، أعلنت المليشيات مسؤوليتها عن استهداف سفينة الحاويات "ميرسيك، جبل طارق" بطائرة مسيرة، فيما قالت شركة الشحن الدنمركية العملاقة، أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف سفينة ميرسك، جاء أثناء ما كانت في طريقها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة في السعودية، ونفت مزاعم الحوثيين بتعرض السفينة لاصابة مباشرة.

هجمات فاشلة
الأربعاء الماضي، أعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، إن زورقا سريعا يستقله مسلحون اقترب من سفينتين كانتا تبحران قبالة ساحل ميناء الحديدة في البحر الأحمر باليمن، في هجوم فاشل لم تعلن المليشيات الحوثية تنبنيه رسميا.

كما تعرضت ناقلة كيماويات ترفع علم جزر مارشال لإطلاق النار" من زورق سريع على بعد 55 ميلا بحريا قبالة الحديدة، فيما اقترب زورق سريع من ناقلة بضائع ترفع علم مالطا على بُعد 52 ميلا بحريا قبالة سواحل الحديدة.
في ذات اليوم، أعلنت سفينة حربية أمريكية في مضيق باب المندب عن أسقاط طائرة مسيرة كانت تحلق في اتجاهها، كما أعلن مسؤولٌ أمريكي عن فشل صاروخين أُطلقا من المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون في استهداف ناقلةٍ تجارية مُحملة بوقود الطائرات المصنع في الهند قرب مضيق باب المندب.

استهداف ناقلة نفطية
الثلاثاء الماضي، تبنت مليشيات الحوثي، عملية استهداف ناقلة نفط نرويجية بصاروخٍ "بحريٍّ مناسب"، فيما أكدت شركة موينكل كيميكال تانكرز المالكة لناقلة النفط النرويجية (ستريندا)، اصابة الناقلة النفطية بصاروخ قبالة سواحل اليمن.
وأدانت النرويج بشدة الهجوم الحوثي، فيما أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية تعلن عن اعتراض الفرقاطة الفرنسية (فريم لانجدوك) طائرة مسيرة كانت تهدد ناقلة النفط النرويجية (ستريندا) ضمن هجوم جوي معقد انطلق من اليمن.
فرقاطة فرنسية، كانت قد أسقطت، مطلع الأسبوع الماضي، مسيرتين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقا من سواحل اليمن.

........................

 

تحركات أمريكية لتشكيل " أوسع تحالف بحري
عواقب الإرهاب الحوثي.. أزمة إنسانية وتدويل البحر الأحمر

خلافا للعواقب الوخيمة التي تشكلها الهجمات الإرهابية الحوثية على الملف الإنساني اليمني من حيث ارتفاع كلفة التأمين على سفن الغذاء، يهدد إرهاب أدوات إيران بجلب البوارج الدولية إلى المياه اليمنية وتدويل البحر الأحمر.
المبعوث المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، قال في تصريحات لرويترز إن الولايات المتحدة تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر وإرسال "إشارة مهمة" إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.

وقال ليندركينج إن الولايات المتحدة تريد من التحالف متعدد الجنسيات أن يرسل "إشارة مهمة من المجتمع الدولي مفادها أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن البحري الدولي".
وأضاف ليندركينج في مقابلة خلال مؤتمر في الدوحة إن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة العمل البحرية الدولية الحالية لتصبح "تحالفا دوليا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة".
وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، المعروفة باسم فرقة العمل المشتركة 153، هي تحالف يضم 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين.
وأوضح ليندركينج أن "هناك تقييما نشطا للغاية يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد"، داعيا الجماعة اليمنية إلى إطلاق سراح طاقم السفينة جالاكسي ليدر التي احتجزتها في 19 نوفمبر تشرين الثاني.
وأحجم ليندركينج عن تحديد الدول أو عدد البلدان الأخرى التي تواصلت معها واشنطن للانضمام إلى التحالف الموسع، لكنه قال إنه يجب أن يكون "أوسع تحالف ممكن".
وناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره الصيني وانغ يي الأسبوع الماضي التهديد الذي تشكله هجمات الحوثيين على الأمن البحري، وفقا لبيان وزارة الخارجية للمكالمة الهاتفية.
وتستهدف هجمات الحوثيين التي تنطلق من اليمن تدفق الإمدادات بين آسيا والغرب وتشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي.
وأدت الهجمات إلى ارتفاع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر الذي تدرجه سوق التأمين في لندن الآن ضمن المناطق عالية المخاطر.
وتمر نحو 23 ألف سفينة كل عام عبر مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر وما بعده حتى قناة السويس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى