أخبار إيجاز

قرصنة السفن.. العالم يدفع ثمن التراخي أمام الإرهاب الحوثي

إيجاز.. تقرير خاص

إيجاز.. تقرير خاص

تعامل المجتمع الدولي مع الخطر الكبير الذي تشكله إيران وأدواتها على خطوط الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بنوع من التراخي، وكانت النتيجة أن أهم الممرات العالمية يخضع تحت رحمة مليشيات الحوثي الإرهابية.
ومنذ بدء الانقلاب الحوثي على السلطة قبل 9 سنوات، كانت طهران تخطط لمثل هذه اللحظة التي تمارس فيها الابتزاز على المجتمع الدولي والإقليم، باختطاف وتنفيذ هجمات على السفن التجارية، وخلط أوراق القضايا الإقليمية والدولية.
وأكدت عملية القرصنة الحوثي على سفينة الشحن، جالاكسي ليدر، صحة التحذيرات التي أطلقتها الحكومة الشرعية، طيلة السنوات الماضية، والتي ظلت تحذر من خطورة استمرار سيطرة مليشيا الحوثي، الذراع الأقذر والأرخص للنظام الإيراني في المنطقة، على أجزاء من الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة، واتخاذها منطلقاً لعمليات القرصنة وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية، وانعكاساته الخطيرة على أمن الطاقة والتجارة العالمية.
واعتبر وزير الإعلام، معمر الإرياني، أن هذه العملية الإرهابية "نتيجة مباشرة لتدليل المجتمع الدولي للمليشيا الحوثية منذ نشأتها"، والضغوط التي مورست على الحكومة الشرعية لعدم حسم معركة استعادة الدولة واسقاط الانقلاب، بما في ذلك اتفاق السويد الذي اعاق تحرير محافظة الحديدة وموانئها، والتغاضي الدولي المتواصل عن جرائم المليشيا بحق اليمنيين، والصمت على استهدافها البنية التحتية لإنتاج النفط في المملكة العربية السعودية، والذي دفعها للتمادي أكثر.

جريمة لغسل سمعة طهران

قوبلت الجريمة التي نفذتها المليشيات الحوثية ضد سفينة جالاكسي ليدر، التي تديرها التي تديرها شركة نيبون يوسن اليابانية، أثناء ابحارها في المياه الدولية بالبحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية في رحلة تجارية اعتيادية بين تركيا والهند، بتنديد يمني وإقليمي ودولي واسع، حيث وصفت بأنها " جريمة قرصنة مكتملة الاركان، وارهاب دولة منظم تمارسه إيران عبر ذراعها الحوثية".

وزعمت المليشيات الحوثية، أن عملية القرصنة تهدف لدعم الشعب الفلسطيني في غزة ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، لكن مراقبون، ومنهم وزير الإعلام اليمني، أكدوا أن هذا العمل الارهابي "ليس له أي تأثير مباشر أو غير مباشر على الاحتلال الإسرائيلي الغاشم".
وقال الإرياني، أن جريمة القرصنة " تؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس، واقتصاديات الدول المشاطئة، كما انه محاولة لشرعنة الوجود الاجنبي في المضايق البحرية بالمنطقة بحجة حماية الممرات الدولية من أعمال القرصنة.

وأشار الارياني إلى أن هذا العمل الإرهابي أمتداد لسلسلة المسرحيات الإيرانية الهزلية الممتدة من جنوب لبنان وصولاً لليمن، والتي تهدف إلى غسيل سمعة طهران، وما يسمى "محور المقاومة" والتشويش على حقيقة متاجرتهم طيلة عقود بالشعارات والخطب والعنتريات الفارغة عن فلسطين والقدس والأقصى، وكيف أنه عندما حانت ساعة الحقيقة ترك اهل فلسطين وغزه يواجهون مصيرهم منفردين امام آلة البطش الاسرائيلية.
واستغرب الارياني عدم توجه نظام طهران لتنفيذ عمليات مباشرة من الاراضي والبحار الإيرانية، ولجوءه لاستخدام ادواته الرخيصة وفي المقدمة مليشيا الحوثي، التي اثبتت في كل منعطف عدم اكتراثها بالحسابات الوطنية، والتداعيات الكارثية لممارساتها على الاقتصاد الوطني، واحتمالات ارتفاع كلفة التأمين على السفن التجارية، وما سيترتب عليه من أعباء إضافية على المواطنين، ومفاقمة الوضع المعيشي المتردي في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها.

سجل إرهابي أسود

لم تكن القرصنة التي تعرضت لها سفينة جالاكسي ليدر هي الأولى من نوعها للمليشيات الحوثية، حيث تمتلك أدوات إيران في اليمن، سجلا أرهابيا أسود في الهجمات على السفن بالبحر الأحمر وقرب مضيق باب المندب.
ووفقا لتقارير أممية، فقد نفذت المليشيات الحوثية، أكثر من 35 عملية إرهابية تشمل الهجمات والقرصنة، 14 منها خلال الفترة الممتدة بين عامي 2018 ـ 2022.

ففي 2016، شن الحوثيون 4 هجمات طالت سفن "سوفيت" و"سبيريت" ومدمرتين أميركيتين أحدها "يو إس إس ميسون" لترد البحرية الأمريكية بضربات مركزة على أهداف حوثية على ساحل غربي اليمن.
وعام 2017, هاجم الحوثيون 6 سفن سعودية وإماراتية قبالتي موانئ "المخا" و"الحديدة" لكن التحالف العربي وقف بالمرصاد لهذه الهجمات التي استخدمت فيها المليشيات الزوارق المفخخة والصواريخ الموجهة.
أما 2018، فشهد نحو 7 هجمات على سفن الشحن، حيث اتبع الحوثيون ذات نهج الهجمات بالزوارق والصواريخ الموجهة ومن أكثر من 4 نقاط ساحلية لكن أغلبها كانت قبالة ميناء الحديدة والصليف وقرب جزيرة حنيش.
واستهدفت هذه الهجمات سفن "نيبان" و"أبقيق" وناقلة النفط التركية "إنجي إيبلو" و "آرسان" و"فوس ثيا".
وكان 2019، هو أكثر الأعوام انخفاضا، حيث شهد هجومين إرهابيين وطال سفينة تجارية وأخرى سفينة شحن تدعى "حسن"، ويرجع ذلك إلى حراك أممي في البحر الأحمر مدفوعا بتوقيع اتفاق ستوكهولم أواخر العام 2018، والذي استغله الحوثيون بالسيطرة على الحديدة حتى اليوم.
ووصلت هجمات الحوثي في عام 2020 إلى 6 هجمات وطالت سفن "غلاديولوس" قبالة ميناء الحديدة وناقلة النفط البريطانية "stotta pal” و"أجراري" وسفينة سعودية وناقلة "بي دبليو راين" وسفينة “سيرا" وهذه الأخيرة تعرضت لهجوم عبر زراعة أجهزة متفجرة لدى رسوها في ميناء رضوم.
أما عام 2021، فهاجمت مليشيات الحوثي سفينة ترفع علم سنغافورة وتدعى "تورم هرميا" وكذا ناقلة النفط "ألبرتا"، حيث تعرضت هذه الأخيرة لهجوم بطائرات مسيرة لأول مرة.

عودة إلى قوائم الإرهاب
يؤكد خبراء، أن التمادي الحوثي في تهديد ممرات الملاحة الدولية تنفيذا لأجندة إيران، يستدعي موقفا دوليا حازما للجم إرهاب المليشيات، والأهم من ذلك، العمل على إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية.
ووفقا لخبراء، فإن هجمات الحوثي البحرية وقبلها العابرة للحدود باتجاه إسرائيل، وضعت الإدارة الأمريكية في مأزق حقيقي، حيث إنها ملزمة أمام المجتمع الدولي بلجم إرهاب الحوثي، وإعادة الجماعة إلى لائحة الإرهاب التي أخرجتها منه بداية فترة ولاية الرئيس جو بايدن.
وبحسب الخبراء فإن "قرصنة السفينة حملت رسائل ابتزاز صريحة للعالم من قبل دولة إقليمية نافذة تقف خلف مليشيات الحوثي التي تريد إبقاء اليمن تهديدا وجوديا على مصالح العالم والمصالح الإقليمية واتخاذها ساحة مواجهة للعب دور تخريبي كبير".
ويرى الخبراء أن "تصاعد العنف الحوثي، يؤكد أن قرار إدارة بايدن بإزالة الحوثيين من لائحة المنظمات الإرهابية، كان قرارا خاطئا، خصوصا أن الجماعة لم تقدم طيلة السنوات الماضية ما يبرهن على أنها جنحت للسلم".

ووفقا لرئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري فإن "أعمال الحوثيين على إسرائيل وقرصنة أو مهاجمة السفن في البحر الأحمر قد تجبر واشنطن بالفعل على إعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية".

وأضاف الشميري في حديث لموقع "العين الإخبارية"، أن" ذلك التغيير الأمريكي وتصنيف المليشيات الحوثية جماعة إرهابية، لن يغير من المشهد اليمني بصورة كبيرة".
وأشار إلى أنه "قد يعمل تصنيف الحوثي منظمة إرهابية على إيضاح رؤية تحالف دعم الشرعية التي كانت ترفضها أمريكا وتغير طريقة تعاطيها مع مليشيات الحوثي".
وأشار الباحث اليمني إلى أن "الحرب في اليمن قد وصلت مرحلة مستعصية على الحل والحسم العسكري أو السياسي، حيث إن هناك حالة إخفاق في المبادرات المتوالية في إقناع إيران الداعم للحوثيين بأي تنازلات في الملف اليمني".
وبحسب الشميري، فإن "هناك توقعات عديدة في الوضع باليمن بعد محاولة هجمات المليشيات على إسرائيل، أبرزها، أننا قادمون على جولات جديدة من الحرب، لكنها قد تكون أقل كلفة، ومتقطعة، تأخذ فترات من السكون الطويل ثم تعود".
الخبير العسكري اليمني العقيد محسن ناجي، أكد من جانبه إن "التهديدات الحوثية والهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، لا تعدو عن كونها تدخلا ومجرد بروباغندا إعلامية وسياسية وتجليات تجسد أن مليشيات إحدى الأذرع العسكرية لإيران كون ذلك يتم بإيعاز إيراني".
وأضاف في تصريحات نقلتها "العين الإخبارية" أن "الضربات الصاروخية التي ادعى الحوثيون أنهم استهدفوا بها إسرائيل وكذا قرصنة وتهديد السفن لا تمثل شيئا ولن تغير بأي حال من الأحوال من "معادلة الحرب العدوانية الفاشية على الشعب الفلسطيني".
وأكد أن "ما تريده مليشيات الحوثي من تلك الهجمات المزعومة التي وجهتها صوب إسرائيل التي تبعد عن اليمن حوالي 2200 كيلومتر وصوب السفن يستهدف "حرف أنظار الناس عن الوضع الداخلي المأساوي الذي يعاني منه المواطن اليمني في المناطق التي تقع تحت سيطرتها".
كما أنها "تريد أن تسوق نفسها والظهور بأنها أضحت رقما صعبا ليس في المعادلة السياسية اليمنية بل في المعادلة الإقليمية وإن إلحاق الهزيمة العسكرية بها بات من الماضي"، وفقا للخبير العسكري.

.........................................

تمجيد مجرم الحرب الحوثي..
موقف صادم لليمنيين ومسيء للفصائل الفلسطينية

قوبلت التصريحات الصادرة عن بعض فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تمجد مجرم الحرب، عبدالملك الحوثي، بتنديد واسع في الأوساط الشعبية اليمنية، التي اعتبرت ذلك أيضا بأنه مسيئ لنضالات الشعب الفلسطيني ضد احتلال غاشم لا يختلف في جرائمه الإرهابية عما تفعله أدوات إيران باليمن منذ 9 سنوات.

وأكد ناشطون، أن ما تفعله المليشيات الحوثية ليست سوى عمليات دعائية خالصة ولا تخدم القضية الفلسطينية التي ظلت هي القضية الأم للشعب اليمني منذ ولادة حركات المقاومة والتحرر الفلسطينية قبل ونشوء الفكرة الحوثية المتطرفة، وحتى اليوم.
وجدد وزير الإعلام، معمر الإرياني، أن موقف اليمن الداعم لنضال الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته المشروعة في استعادة أرضه وإعلان دولته الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ورفض كل مخططات التهجير وتدنيس المقدسات، وهو موقف ثابت وراسخ ومبدأي، لم يتغير بتغير الرؤساء والحكومات وتقلب الأوضاع السياسية، كما انه لا يقبل المزايدة والانتقاص والتشكيك.

وأشار الإرياني، إلى أن الحكومة والشعب اليمني، قدمت طيلة مراحل الصراع أوجه الدعم والتضامن مع حركات المقاومة والشعب الفلسطيني باعتبارها قضيتهم الأولى والمركزية، وقبل عقود من الثورة الخمينية في ايران، وولادة حسين الحوثي ونشوء مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لايران

وقال " ورغم الظروف القاسية والصعبة ومعاناة أبناء شعبنا جراء الانقلاب والحرب التي فجرتها مليشيا الحوثي، تحرك اليمن على الصعيدين "الرسمي، والشعبي" منذ بداية الأحداث الأخيرة الدامية في فلسطين لنصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورام الله وباقي الأراضي المحتلة".

ولفت الإرياني، إلى أن القيادة السياسية والحكومة، حملت قضية الشعب الفلسطيني في كل المنابر العربية والدولية، واصدرت المواقف والبيانات والتصريحات السياسية، وكذا حملات التضامن والتبرع، والمظاهرات التي عمت كافة المناطق المحررة بما في ذلك محافظة تعز، ذات الكثافة السكانية الأكبر في اليمن، والتي تقبع تحت القصف والحصار الحوثي الغاشم منذ تسعة اعوام.
وأضاف" لنفاجأ جميعا بتصريحات صادمة صادرة عن فصائل فلسطينية تُمجد مجرم الحرب عبدالملك الحوثي، الذي سفك دماءنا وقتل الآلاف من نسائنا وأطفالنا، واختطف عشرات الآلاف وزج بهم في معتقلاته، وهجر وشرد الملايين في موجات نزوح داخلي وخارجي، وفجر المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والطرق والجسور، وانتهك الاعراض، ومارس سياسات افقار وتجويع ممنهج خلفت أكبر ازمة إنسانية في العالم، وأعاد اليمن قرونا للوراء، وتفوق في جرائمه وانتهاكاته بحق شعبنا حتى على الكيان الصهيوني، فهل هكذا يرد الجميل".

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى