أخبار إيجاز

خارطة الطريق.. عجلة السلام تتجاوز عُقد الابتزاز الحوثي

إيجاز.. تقرير خاص

أثمرت التحركات الواسعة التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، منذ منتصف الأسبوع الماضي، في تحقيق اختراق هام بملف السلام اليمني، وذلك بعد تجاوز الابتزاز الحوثي والشروط التعجيزية التي ظلت المليشيات الحوثية تستخدمها كأوراق سياسية لتعطيل عجلة السلام وتحقيق أجندة خارجية.

وعلى مدار الأيام الماضية، احتضنت الرياض، حراكا مكثفا للوسطاء الإقليميين والدوليين والأمميين وقيادات الشرعية اليمنية، لمناقشة خارطة السلام التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية، وتم نقاشها في رمضان المنصرم.

وأكدت مصادر مطلعة على المفاوضات لـ" شبكة إيجاز"، إن الحكومة الشرعية ممثلة برئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، قدمت ملاحظاتها الأخيرة حول خارطة الطريق، لافتة إلى أن الكرة أصبحت الآن في ملعب المليشيات الحوثية.
وأشارت المصادر، إلى أن مجلس القيادة الرئاسي ظل يقدم السلام كمبدأ أساسي، منذ أداء اليمين الدستورية في العاصمة المؤقتة عدن إبريل 2022، وذلك حرصا منه على تخفيف المعاناة الإنسانية الفادحة التي أشعلتها وتتاجر بها المليشيات الحوثية.
ووفقا للمصادر، فقد رضخت المليشيات الحوثية للضغوط الدولية التي مورست عليها من أجل عدم تجزئة مسار الحل إلى ملفات إنسانية واقتصادية، وذلك بعد موافقتها على ربط إجراءات بناء الثقة بتسوية سياسية شاملة ترعاها الأمم المتحدة وفقا للمرجعيات الوطنية والاقليمية والدولية.
وكشفت مصادر لـ" شبكة إيجاز"، أن خارطة الطريق سيتم تنفيذها على مرحلتين، وأنه سيكون على المليشيات الحوثية في المرحلة الثانية، الوفاء بالاستحقاقات ذاتها التي كانت في اتفاق ستوكهولم، وذلك بدفع رواتب الموظفين من عائدات موانئ الحديدة.
وتتضمن خارطة الطريق، مكاسب هامة ظلت "الشرعية" تنادي بها منذ سنوات، وعلى رأس ذلك تخفيف معاناة الموظفين المدنيين في عموم البلاد وفقا لكشوفات مرتبات 2014 ورفع الحصار عن المدن والبلدات والإفراج عن المختطفين والأسرى والمخفيين قسريا.

 

السلام والانحياز للمواطن.. مبدأ ثابت لمجلس القيادة

منذ تشكيله في 7 إبريل 2022، ظل مجلس القيادة الرئاسي يضع ملف السلام كأولوية ومبدأ ثابت في كافة تحركاته داخليا وخارجيا، ودائما ما كان ينظر إلى المكاسب التي تعود بالفائدة المباشرة على المواطنين المسحوقين، بأنها انتصارات سياسية للشرعية، لا تنازلات لمليشيات لا تضع أي اهتمامات للمواطنين في مناطق سيطرتها.

وبعد سلسلة اجتماعات مكثفة اكدت على ذات المبدأ، أكد مجلس القيادة الرئاسي، أمس السبت، دعمه الكامل للمساعي السعودية من أجل تجديد الهدنة، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، إاطلاق عملية سياسية شاملة تضمن استعادة مؤسسات الدولة، والامن والاستقرار، والتنمية في البلاد.
وذكرت وكالة سبأ الرسمية، أن مجلس القيادة، عقد اجتماعا برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس المجلس، وبحضور اعضائه، عيدروس الزبيدي، عبدالرحمن المحرمي، الدكتور عبدالله العليمي، عثمان مجلي، و فرج البحسني، بينما غاب بعذر عضوا المجلس، سلطان العرادة، و طارق صالح، لمناقشة تطورات الاوضاع المحلية والاقليمية، وفي المقدمة مستجدات الوساطة التي يقودها الاشقاء في المملكة العربية السعودية لوقف اطلاق النار، واستئناف عملية سياسية شاملة تحت اشراف الامم المتحدة.

كما ناقش الاجتماع مؤشرات الاقتصاد الوطني، والمتغيرات السعرية في العملة المحلية والسلع الاساسية، والتداعيات المحتملة للتصعيد الاسرائيلي الغاشم في الاراضي الفلسطينية المحتلة على امن واستقرار المنطقة والسلم والامن الدوليين، وهي قضايا لا تتجزأ عن عملية السلام التي يتوق لها الشعب اليمني.
وفي مقابل المقامرة الحوثية بأمن اليمن ومصالح أبناءه، أقر مجلس القيادة، عدد من المعالجات للتسريع بمصفوفة الإصلاحات والحد من التداعيات المستمرة للهجمات الحوثية الارهابية على المنشآت النفطية، وتهديداتها لحركة الملاحة وخطوط التجارة الدولية.

وابتداء من الأربعاء الماضي، شهدت الرياض سلسلة اجتماعات، اسُتهلت بلقاء جمع الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ومعه اعضاء المجلس عيدروس الزبيدي، وطارق صالح، وعثمان مجلي، مبعوث الولايات المتحدة تيموثي ليندركينج، والسفير الاميركي لدى اليمن ستيفين فاجن.

ووفقا للوكالة الرسمية سبأ، فقد تطرق اللقاء، الى التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، ومستجدات الوضع اليمني، وجهود الاشقاء والاصدقاء لتجديد الهدنة، واطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الامم المتحدة.
وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التزام المجلس والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل في اليمن، ودعم جهود الاشقاء في المملكة العربية السعودية، والوسيطين الاميركي، والاممي الرامية الى انهاء المعاناة الانسانية التي صنعها انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني.
وذكر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واعضاء المجلس في هذا السياق، بموقف المجلس والحكومة المنفتح على كافة المبادرات من اجل وقف الحرب، واحياء مسار السلام القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً واقليمياً ودولياً، و التعنت المستمر من قبل المليشيات الحوثية ازاء تلك الجهود، بما في ذلك استمرار رفض تجديد الهدنة، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، وانتهاكاتها الفظيعة لحقوق الانسان، و تصعيدها الحربي على مختلف الجبهات.
كما استقبل الرئيس العليمي في ذات اليوم، ومعه اعضاء المجلس، عيدروس الزبيدي، وطارق صالح، و فرج البحسني، المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ.
واطلع رئيس مجلس القيادة الرئاسي واعضاء المجلس من المبعوث الاممي، إلى احاطة بشأن اتصالاته الاخيرة، وجهوده لاستئناف عملية سياسية يمنية شاملة تحت رعاية الامم المتحدة.
وتطرق اللقاء الى مستجدات الوضع اليمني، والمساعي الحميدة للاشقاء في المملكة العربية السعودية، من اجل وقف اطلاق النار، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، واحياء مسار السلام وفقا لمرجعياته الوطنية، والاقليمية، والدولية.
و اكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اهمية التزام المجتمع الدولي بقرارات مجلس الامن ذات الصلة بالحالة اليمنية، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، الذي يضمن نزع سلاح المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة، وحقها الحصري في تنفيذ سيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات العامة.
كما اكد ضرورة ممارسة اقصى الضغوط على المليشيات الحوثية، ودفعها على التعاطي الجاد مع الجهود الجارية لتجديد الهدنة، وتحقيق السلام المنشود الذي يستحقه جميع اليمنيين.
في مساء اليوم ذاته، التقى الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلمان، وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك بحضور اعضاء المجلس عيدروس الزبيدي، طارق صالح، عبدالرحمن المحرمي، الدكتور عبدالله العليمي، عثمان مجلي، وفرج البحسني.
وبحث اللقاء، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، آخر التطورات والمستجدات في الشأن اليمني، والجهود المشتركة لدعم مسار السلام في اليمن، بما في ذلك التعاون والتنسيق بين الجانبين بشأن خارطة الطريق المطروحة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، كما بحث اللقاء عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية، والدولية.
ووضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واعضاء المجلس، وزير الدفاع السعودي امام مستجدات الوضع اليمني، وفرص استئناف مسار السلام في ظل التعنت المستمر من جانب المليشيات الحوثية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، وتصعيدها العسكري على مختلف الجبهات.
واكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واعضاء المجلس دعمهم الكامل للمساعي السعودية من اجل تجديد الهدنة، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، واطلاق عملية سياسية شاملة تضمن استعادة مؤسسات الدولة، والامن والاستقرار، والتنمية في البلاد.
واشاد فخامة الرئيس بموقف المملكة الثابت الى جانب الشعب اليمني وقيادته السياسية في مختلف المراحل والظروف، وحرصها المستمر على انهاء المعاناة الانسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني.
من جانبه جدد صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلمان خلال اللقاء التزام المملكة بدعم مجلس القيادة الرئاسي، وتشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في اليمن.
في اليوم التالي، عقد أعضاء مجلس القيادة، اجتماعات هامة مع سفراء الدول الكبرى، حيث التقى اللواء عيدروس الزبيدي، السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، وأكد استعداد مجلس القيادة للمُضي قدماً في مسار السلام لإنهاء الحرب في اليمن.
وأكد الزبيدي، أن مليشيا الحوثي لا تؤمن بالسلام، وليس لديها نيّة للانخراط في عملية سياسية حقيقية مع بقية الأطراف، مضيفا إن المليشيا تراهن على كسب الوقت لمواصلة حربها الرامية لتحقيق أجندة إيران في المنطقة.
كما استقبل الزبيدي، الخميس الماضي، السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف أوبي، لمناقشة مستجدات الأوضاع الإنسانية في بلادنا والجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب، وبدء مسار سياسي يعالج قضايا الصراع المحورية ويؤسس لسلام مستدام في البلد والمنطقة بشكل عام.
كما ناقش الجانبان، آخر المستجدات المتعلقة بالجهود التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية بمساندة أممية لبدء عملية سياسية شاملة في اليمن تحت مظلة الأمم المتحدة، وفقا لوكالة "سبأ".
عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، استقبل هو الآخر، سفيرة المملكة المتحدة لدى بلادنا عبدة شريف اوبي، وجدد التأكيد على موقف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، الداعم لجهود المجتمع الدولي والأشقاء في المملكة العربية السعودية لتحقيق السلام الذي يستحقه كل الشعب اليمني.
كما استقبل عضو مجلس القيادة، عثمان مجلي، السفيرة الفرنسية لدى اليمن كاترين قرم، لمناقشة مستجدات الأوضاع الراهنة والدفع بعملية السلام، التي يرعاها الأشقاء في المملكة العربية السعودية.
واشار مجلي، إلى أن موقف مجلس القيادة الرئاسي موحد وداعم للخطوات الفاعلة التي يقوم بها الأشقاء في المملكة، كما يدعم موقف المبعوثين الأمريكي والأممي نحو تحقيق السلام..مؤكدًا أن هنالك فرق شاسع بين الطموحات الرامية للسلام و الممارسات الارهابية التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد أبناء الشعب اليمني.

 

الغدر الحوثي.. مخاوف من تكرار سيناريو ستوكهولم

على الرغم من البوادر المشجعة التي سادت نقاشات الرياض إلا أن هناك مخاوف تسود في المقابل، من الغدر الحوثي وتنصله من أي اتفاقات سواء بالذهاب إلى تصعيد عسكري لممارسة المزيد من الابتزاز السياسي للإقليم والمجتمع الدولي.

تكمن أبرز المخاوف من عدم انجاز المرحلة الثانية من خارطة الطريق، وذلك بتكرار سيناريو اتفاق ستوكهولم الذي تنصلت المليشيات الإرهابية من كافة التزاماته الأساسية وخصوصا فيما يتعلق بانسحابها من مدينة وموانئ الحديدة والإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسرا.

وحتى اللحظة، رضخت المليشيات الحوثية للضغوط الدولية وتنازلت عن عدد من شروطها الابتزازية، وخصوصا فيما يتعلق بعدم تجزئة مسار الحل إلى ملفات إنسانية واقتصادية، والموافقة على ربط إجراءات بناء الثقة بتسوية سياسية شاملة ترعاها الأمم المتحدة وفقا للمرجعيات الوطنية والاقليمية والدولية.

في السياق، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصدر خليجي، لم تسمه، قوله إن هناك ردا حوثيا حول الملاحظات التي قدمتها الشرعية، وذكر أن هناك تعديلات قبلت بها المليشيات حول مسألة آلية الضرائب والجمارك في ميناء الحديدة وصرف الرواتب في الصيغة الأساسية الأولى لخريطة السلام.
وعن المتوقع خلال الأيام المقبلة، وما إذا كان هناك إعلان مرتقب لاتفاق سلام وهدنة طويلة، أشارت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، إلى أن ذلك يعتمد على المناقشات وطبيعة الرد الحوثي بشأن خريطة السلام وبنودها.
وأضافت: «الأمر يعتمد على الاجتماعات المقبلة، ورد الحوثيين... الشرعية جاهزة وقدمت ملاحظاتها على الصيغة التي قُدمت، والأمل أن يكون هناك تجاوب حوثي، ولا أعتقد أن الحوثيين سيوافقون على كل ما طرح، ربما يقدمون تنازلات في بعض المواضيع ويرفضون أخرى".

وعلى الرغم أجواء السلام التي تشهدها الرياض، والتعاطي الايجابي الكبير من قبل الحكومة الشرعية مع كافة الجهود الإقليمية والدولية، إلا أن المليشيات تواصل ممارساتها الإرهابية التصعيدية وانتهاكات حقوق الإنسان.

وقال عضو مجلس القيادة، عثمان مجلي، في تصريحات صحافية أواخر الأسبوع الماضي، إن المليشيات تقوم باضطهاد المواطنين القابعين تحت سلطتها القمعية وتمارس عليهم دكتاتورية مفرطة لا يسمح فيها للناس بحق التعبير عن آرائهم و مواقفهم الوطنية.
وأشار مجلي إلى أن المليشيات، أطلقت أكثر من 70 طائرة مسيرة ضد المحاور العسكرية في صعدة ، وقبل ذلك هاجمت الضالع و مأرب، في ظل التحشيد العسكري واستمرار الأعمال العدائية بشكل يومي".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى