تنديد أممي بتصفية أحد موظفي منظمة رعاية الأطفال في المعتقل ومطالبة بتقديم معلومات وافية وعاجلة بشأن ظروف وفاته
الإرهاب الحوثي يخنق العمل الإنساني
إيجاز.. تقرير خاص
لم تكتف المليشيات الحوثية بابتزاز المنظمات الأممية والدولية وحرف مسار المساعدات الإنسانية والتدخل في عمليات التوظيف، لكن إرهابها ضد العمل الإنساني، امتد إلى اختطاف الطواقم الإنسانية وتصفيتهم داخل المتعقلات.
ويتشابه السلوك الإرهابي الحوثي تجاه العمل الإنساني، مع ما يقوم به تنظيمي داعش والقاعدة، اللذان يقومان باختطاف موظفي المنظمات الدولية واستخدامها كأوراق للأبتزاز، أو وسيلة للربح.
وتعرض العمل الإنساني في اليمن، لصدمة غير مسبوق، بعد وفاة الموظف في منظمة رعاية الأطفال، هشام الحكيمي، في أحد المعتقلات الحوثية، وذلك بعد خمسين يوما من اختطافه.
وخشية من الإرهاب الحوثي، كانت منظمة رعاية الأطفال قد سارعت إلى نعي الحكيمي كما لو أنه فارق الحياة بشكل طبيعي، وهو ما أثار موجة استياء في الأوساط المدنية التي طالبت المنظمة الدولية بالتراجع عن بيانها، وهو ما حصل، وجعلها تعلن وقف عملها في مناطق الحوثي إلى أجل غير مسمى.
وأكدت المنظمة، "أن مدير قسم الأمن والسلامة في مكتبها في اليمن، هشام الحكيمي، كان قد اعتقل في التاسع من شهر سبتمبر، خارج أوقات عمله في المنظمة".
وتوفي الحكيمي في سجن للحوثيين بصنعاء بعد 50 يوما على اختطافه من شارع عام بالمدينة، وطالبت المليشيات أسرته بالقدوم لاستلام جثمانه، لكن الأسرة رفضت وطالبت بتشريح الجثمان والكشف عن السبب الحقيقي لوفاته.
وبعد الموقف اللافت من منظمة رعاية الأطفال، أعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، أمس السبت، عن شعوره بالجزع الشديد والأسى لوفاة أحد موظفي منظمة رعاية الأطفال وهو محتجز لدى سلطة الأمر الواقع في صنعاء.
وقال غريسلي في بيان إنه "بالنيابة عن المجتمع الإنساني بأكمله في اليمن، أود أن أتقدم بخالص التعازي لعائلة الفقيد هشام الحكيمي ولجميع موظفي منظمة رعاية الأطفال".
وأضاف: "تشعر الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني بقلق بالغ إزاء المعلومات المحدودة المتاحة بشأن وفاة هشام أدعو سلطة صنعاء إلى تقديم معلومات وافية وعاجلة بشأن الظروف التي أدت إلى وفاته".
وذكر المسؤول الأممي باستمرار مليشيا الحوثي في احتجاز ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة، اثنان منهم محتجزين منذ نوفمبر عام 2021، وواحد محتجز منذ أغسطس 2023م.
ودعا المسؤول الأممي سلطات الأمر الواقع إلى تقديم معلومات كاملة عن ظروفهم وإتاحة الزيارة لهم.
تنديد حكومي
في السياق،أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، واستنكر بأشد العبارات، إقدام ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، على تصفية هشام الحكيمي احد موظفي منظمة (save the Children)، تحت التعذيب، بعد قرابة شهرين من اختطافه من احد شوارع العاصمة صنعاء، واخفائه قسرا، في امتداد لسياسة التضييق على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
وأوضح معمر الإرياني في تصريح صحفي، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل اختطاف عدد من العاملين في منظمات تابعة للأمم المتحدة، و(11) من موظفي السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية المحليين "السابقين، الحاليين"، منذ قرابة عامين، واخفائهم قسراً في ظروف غامضة، ودون أن توجه لهم أي تهم، او السماح لهم بمقابلة اسرهم، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
وأشار الارياني الى ان وزارة حقوق الإنسان، رصدت أكثر من (350) حالة قتل تحت التعذيب من إجمالي (1635) حالة تعرضت للتعذيب في معتقلات المليشيا الحوثية، كما وثقت منظمات حقوقية متخصصة قيام المليشيا بارتكاب جريمة الاخفاء القسري بحق (2406) من المدنيين في معتقلات المليشيا غير القانونية، يتعرضون لابشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الرعاية الصحية.
وقال الارياني "ان التقارير الحقوقية كشفت أن مليشيا الحوثي تدير نحو (641) سجناً، منها (237) سجنا رسميا احتلتها، و(128) سجناً سريا استحدثتها بعد الانقلاب، كما أن (32) مختطفاً تعرضوا للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون، للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب، كما سجلت (79) حالة وفاة للمختطفين و(31) حالة وفاة لمختطفين بنوبات قلبية، بسبب الإهمال الطبي ورفض اسعافهم للمستشفيات".
تحقيق شفاف
الوزير الارياني، دعا لتحقيق عاجل وشفاف في جرائم تعذيب الأسرى والمختطفين والمحتجزين قسرا في معتقلات مليشيا الحوثي، وقتلهم بهذه الصورة الممنهجة، والتمثيل بجثثهم بطريقة وحشية، والتي تؤكد المعلومات مشاركة قيادات حوثية فيها بينهم المدعو عبدالقادر المرتضى.
وطالب المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الانسان بمغادرة مربع الصمت، واصدار ادانة واضحة لهذه الجريمة النكراء، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي للكشف عن مصير كافة المخفيين قسرا، واطلاقهم فورا، والتحرك وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها المسئولين عن هذه الجرائم المروعة باعتبارهم "مجرمي حرب".
كما أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، واستنكر بأشد العبارات اقدام مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، على اقتحام منزل مبارك العنوه أحد موظفي المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن (OHCHR) والعبث بمحتوياته، ونهب أجهزة محمول وهواتف زوجته وأطفاله، بعد قرابة شهرين من إختطافه، واخفائه قسرا في معتقل تابع لما يسمى جهاز "الامن والمخابرات".