أخبار إيجاز

توحش حوثي وترهيب للمطالبين بالراتب

إيجاز.. تقرير خاص

كشف الاعتداء الهجمي الذي تعرض له الإعلامي مجلي الصمدي، مدير ومالك إذاعة صوت اليمن، أن المليشيات الحوثية لا يمكنها البقاء في الساحة سوى بفرض قانون الغاب والاعتماد على البلطجة لتأديب المناوئين لسياساتها، أو ترهيبهم سواء بالمزايدة بالشعارة الدينية أو الوطنية.
وعلى مدار الأيام الماضية، عاشت المليشيات الحوثية في مأزق أخلاقي، جعلها تظهر على حقيقتها كعصابة مارقة، لا تجيد سوى الغدر بالمناهضين لها، وعلاوة على تكميم الأفواه وخنق الحريات منذ الانقلاب على السلطة، شرعت هذه المرة باتباع سياسة تهشيم الأفواه كما حصل مع الإعلامي مجلي الصمدي.
وكانت عصابة حوثية مسلحة، قد اعتدت، الخميس الماضي، على الإعلامي الصمدي، بشكل مبرح، وذلك أمام منزله في منطقة الصافية بصنعاء، ووفقا للصمدي، فقد بررت العصابة التي تتألف من خمسة أشخاص، الاعتداء بأنه بسبب كتاباته على موضوع رواتب الموظفين في مواقع التواصل.
ونشر الصمدي صورا أظهرت الكدمات في وجهه وآثار الضرب الذي تسببه في سقوط واحدة من أسنانه وتمزق ملابسه والجنبية التي كان يحتزمها أثناء العودة من جلسة مقيل مع أصدقائه.
وذكر الصمدي، أن العصابة الحوثية حاولت عمل سياج أثناء الاعتداء عليه ومنع وصول المارة لانقاذة، لكنه المواطنين قاموا باقتحام السياج والتدخل لانقاذه.
وذكر الصمدي في يوم لاحق للاعتداء، أن المجتمع يلتئم بشكل متسارع وقوي ولافت، ولم يعد غائبا، بل بدأ يسجل حضوره بقوة ..
وقال" أمس وأثناء الاعتداء عليّ، لاحظت عشرات الرجال والشباب يحاولون اقتحام الدائرة التي فرضت لمنع التدخل لإنقاذي، ونجحوا في اللحظات الأخيرة وعملوا طوقا مضادا وانا مرمي على الأرض ثم قامت مجموعة بالإمساك بي واخذي إلى منزلي من الشارع الرئيسي بعد سؤالهم لي عن اتجاه المنزل".
وأضاف" اتحدث عن ناس لا اعرفهم ليسوا من الحارة بل عابرين، وكان الغضب يملئ وجوه الكل ويرددون كلمات فيها سب مقذع للمعتدين، المجتمع لم يعد في الهامش، وصار حيا، هذه انحناءة مني للمجتمع العظيم".

تنديد واسع لجريمة بشعة

قوبلت الجريمة المروعة بتنديد حقوقي وشعبي واسع، حيث وصفتها نقابة الصحفيين اليمنيين بـ" الواقعة الخطيرة"، واعتبرتها استمرارا لمسلسل الاستهداف الذي طال الصمدي منذ بداية اقتحام إذاعته ونهب محتوياتها مرورا بمنعه من حقه القضائي في استرداد حقوقه ومصدر رزقه والعاملين معه، وصولا لهذا الاعتداء العنيف والخطر.
وقالت النقابة في بيان رسمي، " إن هذا الترهيب الذي رافقه تحريض مباشر من قبل قيادات في جماعة الحوثي لدليل واضح على مستوى الضيق بالصحافيين والاعلاميين والتعامل معهم كأعداء واهداف للقمع والسجن والتشريد والملاحقة والتضييق".
وفيما حمّلت المليشيات الحوثية كامل المسؤولية عن حياة وسلامة الصمدي، وما يتعرض له من مخاطر أو أذى، دعت النقابة كافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين للتضامن مع الزميل مجلي الصمدي والضغط لاسترداد حقوقه وتوفير الحماية له ولأسرته. ولجميع الصحفيين والاعلاميين.

منظمات "رايتس رادار" و"ميون"، والمنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)، عبرت هي الأخرى في بيانات منفصلة، عن إدانتها الشديدة للاعتداء الذي تعرض له الصحفي مجلي الصمدي، وأشارت إلى أن هذا الاعتداء الوحشي والسافر، يضاف لما سبق من الممارسات القمعية التي تستهدف ما بقي من هامش للحريات في مناطق سيطرة ‎جماعة الحوثيين.
منظمة سام (SAM) للحقوق والحريات والمركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، أدانتا في بيانين منفصلين، حادثة الاعتداء التي تعرض لها الصمدي من قبل عصابة مسلحة، وأكدتا أن ما تعرض له يعد "نموذج لما يتعرض له الصحفيين والناشطين في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين، ويكشف نهجها المتوحش لإسكات الصوت الصحفي، وتتحمل الجماعة المسؤولية الكاملة عما يجري في مناطقها من انتهاكات وتجاوزات بحق الصحفيين والنشطاء".

ـ ترهيب وتحريض ممنهج

بدلا من الإعلان عن ملاحقة وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، دفعت المليشيات الحوثية بالخلايا التحريضية وبعضها قيادات رفيعة، إلى تبرير الجريمة والتشفي، ومحاولة إرهاب كافة الأصوات المتضامنة مع الصحفي الصمدي أو التي تتبنى ذات المطالب المشروعة وخصوصا ملف الراتب المنهوب.
التخبط الحوثي كان جليا في ظهور تبريرات متناقضة أكدت بشكل صريح مسؤولية الجماعة عن الجريمة، ففي حين ذهب القيادي المليشاوي حسين العزي لاتهام الصمدي لأنه أساء للنبي محمد وطالبه بالاعتذار وحذف تغريداته، كانت قيادات أخرى تتهم الصمدي بالإساءة لما يسمى بالمجاهدين وآل النبي محمد.

حاولت المليشيات الحوثية توسيع رقعة الترهيب، والسبت الماضي، كشف البرلماني، أحمد سيف حاشد، أن سلطات الحوثي " تطلق ضباعها نحو الأصوات المستقلة" المنادية بتسليم الرواتب وهذه المرة تحت عنوان رسول الله، محملا زعيم المليشيات، عبدالملك الحوثي، عما يمكن أن تتعرض له حياته وسلامة جسده.
وقال حاشد أنه تلقى رسالة نصية عبر الهاتف، من شخص حوثي، هدده بخسارة فمه وقطع لسانه إذا كان الصحفي الصمدي قد خسر إحدى أسنانه فقط.
وتوعدت الرسالة، النائب حاشد بالمجيء إلى منزله وضربه حتى الموت، مالم يحذف تغريده والكف عن ذكر النبي، زاعما أن تهديده يعبر عن لسان عشرين مليون نسمة.
وذكر حاشد، أن قيادات حوثية، تمارس الإرهاب مدعما بالتحريض ضد بعد الأصوات المدنية في صنعاء، واعتبر ذلك " هروبا من استحقاقات الرواتب إلى ترهيب من ينادي بها".
ولفت النائب حاشد، إلى أن الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالرواتب، لن تستطيع المليشيات الحوثية اخمادها مهما فعلت.
ونشر حاشد نموذج من التحريض الذي تمارسه قيادات إعلامية حوثية، وتحديدا من القيادي المدعو فيصل مدهش، الذي اتهم النائب حاشد والصحفي الصمدي والقاضي عبدالوهاب قطران والصحفي مجدي عقبة ووليد العمري، بالمساس والاساءة للثوابت الوطنية والدينية وعوائل ما أسماهم بالشهداء والجرحى.

 

الكاتب والمحلل السياسي، عبدالوهاب الشرفي، أشار هو الآخر إلى أن قيادات المليشيات " يعيشون مأزقا حقيقيا باتخاذها من دين الله شعارا و بانعدام الثقة في الله عز وجل، فيلجئون إلى حيلتهم فلا عملوا بتوجيهات الله وتركوا النتائج عليه ولا صدقوا امام الناس في امثثال اوامر الله عز وجل ونواهيه"، واصفا ذلك بأنه " اضطراب نفسي و مزاجي كبير بين ما يقولون وما يفعلون ويراوحون في حال يمقته الله".
الصحفي محمد المقالح، أشار هو الآخر إلى أن المليشيات الحوثي قصدت عمدا من وراء الاعتداء الجبان على الصحفي الصمدي، الاعتداء على كل الناس ولم تخفي هذا الهدف في ردود قادتها المشحونة بالكراهية للجميع
وأضاف" ولذلك فلا تستغربوا ان جميع الناس يشعرون بخساسة فعلكم تجاههم لا تجاه الصمدي وحده".

تأييد مؤتمري لحقوق الموظفين المطالبين بالراتب

حزب المؤتمر الشعبي العام، أعلن تأييده لمطالب المواطنين الذي يطالبون بمرتباتهم باعتبار ذلك من صميم حقوقهم المشروعة.
وقال القيادي في المؤتمر، صادق أمين أبو رأس، في كلمة له بذكرى تأسيس الحزب " أي واحد يتكلم عن المرتب حقه يجب أن ننظر إليها بعين الرحمة والشفقة بأن نوفر لهم ما نستطيع"
وأضاف" يجب أن نكون واقعيين بشفافية، نحن هنا الان كدولة ولسنا غير الدولة يجب أن نعرض ميزانيتنا ومواردنا وأن نعرض كل شيء أمام الشعب ونقول في موازناتنا صرفنا على الجيش كذا وعلى الأمن كذا،
وتابع" المواطن الأن أو الموظف، مضى عليه خمس ست سنوات بدون رواتب، يجب أن نفكر بأن نضع له سند شيك بيده بمرتباته الماضية وتكون شيك متى ما توفرت الموارد للدولة أن يستلم هذه المرتبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى