أخبار إيجاز

الإضراب يدخل أسبوعه الخامس رغم الإرهاب الحوثي: المليشيات الانقلابية تفشل في إجبار المعلمين على التراجع عن مطالبهم المشروعة ونادي المعلمين يتعهد بالاستمرار في الاحتجاجات حتى صرف الراتب بشكل منتظم

إيجاز. تقرير خاص 

أخفقت مليشيات الحوثي الانقلابية في إجبار المعلمين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها على العودة إلى المدارس تحت تهديد القوة، وذلك مع دخول الإضراب الشامل أسبوعه الخامس على التوالي. 

وتعهد نادي المعلمين، الأحد، بمواصلة الإضراب الشامل في كافة المحافظات الخاضعة للانقلاب حتى صرف مرتبات المعلمين بشكل منتظم م الاتفاق على آلية فعالة لمرتبات السنوات الفائتة. 

ورغم الإرهاب الحوثي محاولات كسر الإضراب، أكدت مصادر تربوية لـ" إيجاز" أن رقعة الإضراب في العاصمة صنعاء وباقي المناطق الخاضعة للانقلاب، تتسع بشكل لافت، وهو ما جعل المعلم يتحول إلى قدوة لباقي الموظفين المدنيين الذين يدرسون تنظيم احتجاجات مشابهة للمطالبة برواتبهم المنهوبة. 

وذكرت المصادر، أن المليشيات الحوثية حاولت امتصاص الاحتجاجات باللجوء إلى صرف ما يسمى بالحافز الشهري في وقت قياسي الأسبوع الماضي والبالغ ثلاثون ألف ريال، بالتوازي مع إجراءات قمعية إرهابية تنوعت بين التهديد والاختطاف والتلويح بخطة طوارئ تعليمية. 

نادي المعلمين، دعا في بيان حديث، اليومين الماضيين، جميع المدرسين والتربويين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى مواصلة الإضراب الشامل حتى تحقيق مطالبهم في صرف مرتباتهم شهريا، وجدولة المتأخرات.

وقال النادي، في بيان صحافي، إن إجمالي نسبة المضربين في مكتب التربية بأمانة العاصمة بلغ تسعين في المائة، محذرا من مساعي المليشيا للعمل بجدول الطوارئ، الذي قال إنه سيقضي على العملية التعليمية في المدارس الحكومية، ويتسبب باستمرار تسرب الطلاب والطالبات.

وحيا البيان، المعلمين الذين انضموا مؤخرا إلى الإضراب المتواصل للأسبوع الخامس على التوالي، مشيرا إلى أن المليشيا تفاجأت بقوة الإضراب، وسارعت إلى صرف حافز في يومين، بينما كان في الماضي يستغرق أشهرا.

ماهي خطة الطوارئ 

وفقا لمذكرة من نادي المعلمين إلى برلمان صنعاء الغير معترف به دوليا، فإن السلطات الانقلابية التي تسيطر على وزارة التربية بصنعاء، وجهت مديري مكاتب التربية والمناطق التعليمية والمدارس "بالعمل بجدول الطوارئ لكسر الإضراب، والذي ينذر بكارثة تعليمية كبرى للطلاب في المدارس الحكومية.

وقال النادي، إن جدول الطوارئ " هو أن يقوم مدير المدرسة بتقليص نصاب كل المواد ثم يخير المعلم بالحضور يوما أو يومين بالكثير في الأسبوع"

نادي المعلمين أشار إلى كارثة كبرى في حال سريان تلك الخطة، حيث ستتقلص حصص مادة كالفيزياء من 20 حصة في الأسبوع الواحد، للمرحلة الثانوية، إلى 5 حصص فقط في الأسبوع، وهو ما يعني أن مدرس المادة سيكون "مضرباً في الواقع أربعة أيام بتصريح رسمي من مكتب التربية والتعليم".

وتسعى المليشيات من وراء هذه الخطوة إلى التحايل على الإضراب باعتباره قرارا رسميا صدر منها وليس احتجاجات مشروعة للمطالبة بحقوق منهوبة.

وكانت المليشيات الانقلابية قد طبقت هذه الخطة بالفعل خلال السنوات الماضية في بعض المحافظات، لكن ذلك تسبب في تسرب الطلاب والطالبات من المدارس وتدهور العملية التعليمية بشكل غير مسبوق. 

وطالب نادي المعلمين، بالتحقيق العاجل ونزول لجان إلى المدارس الثانوية الكبرى مؤكدا أن الإنقاذ للتعليم "يكون بتسليم الرواتب شهريا وكاملة، وبدون انقطاع".

وشكا النادي في بلاغه العاجل، قيام سلطات الحوثيين، بـ"التهديد وحبس المطالبين بالمرتبات ومطالبتهم بكتابة تعهدات، والاتصال بأقارب التربويين والتربويات المضربين؛ لكي يخوفوهم ويقذفوا في قلوبهم الرعب، وغير ذلك مما يندى له الجبين في سابقة لم تحصل في التاريخ".

وكانت مليشيا الحوثي شرعت الأسبوع الماضي، في اعتقال العشرات من المعلمين المضربين، مع تهديدات بنقل المئات وفصلهم من العمل واستبدالهم بعناصرها، مع تلفيق تهم العمالة والخيانة لكل من يطالب بصرف المرتبات.

تخبط وهروب من المواجهة 

على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، عجزت المليشيات الحوثية عن قول الحقيقية للمطالبين بحقوقهم المشروعة، حيث سيطر عليها التخبط والارتباك، فتارة تتهم المعلمين بإثارة فتنة داخلية، وتارة تزعم إفلاس خزينتها رغم الحقائق الواضحة للعيان والزيادة المهولة في إيراداتها وخصوصا القادمة من ميناء الحديدة فقط. 

 

وطيلة الأيام الفائتة، حاول برلمان صنعاء الغير معترف به تقمص دور المؤسسة الشرعية التي تراقب أداء الحكومة، حيث قام باستدعاء عدد من أعضاء حكومة عبدالعزيز بن حبتور الغير معترف بها، للرد على استفسارات خاصة بتدهور الأوضاع المعيشية ونهب مرتبات الموظفين.

في جلسة أمس السبت، قال بن حبتور، أنه ليس لدى حكومته ما تخفيه، وأن الوزراء ملتزمون بالحضور لمناقشة النقاط وفقا لأولوياتها، في موقف مناقض للواقع وخصوصا أن القيادي الحوثي يحيى بدر الدين الذي ينتحل صفة وزير التربية، لا يزال يرفض الحضور لسماع أقوال النواب. 

رغم إقرار زعيم الانقلاب أن الإيرادات لن تذهب سوى لتعزيز القدرات العسكرية، إلا أن بن حبتور واصل التدليس بالقول أن الإيرادات التي تحصل عليها المليشيات من كافة الأوعية لا تتجاوز سوى 15 بالمائة، وأن 85 بالمائة من إيرادات الدولة تذهب لصالح الحكومة المعترف بها دوليا. 

ـ واقع المعلم جراء الانقلاب 

دفع المعلمون ثمنا باهظا للانقلاب الحوثي، وبعد أن كان المعلم من الشرائح التي تتقاضى أجورا بمقدورها ضمان حياة كريمة، أصبح عاجزا توفير لقمة العيش ما جعله يذهب للبحث عن مصدر دخل آخر في مهن أخرى بعضها قد يكون مهينا لكرامته. 

وفقا لتقرير دولي سابق، تشير التقديرات إلى أن نحو 190 ألف معلم يمني في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، اضطروا إلى البحث عن مصدر آخر للدخل لإطعام ذويهم بما في ذلك العمل في الشوارع نتيجة قطع الميليشيات رواتبهم. 

وبحسب التقرير الصادر عن منظمة "إنقاذ الطفولة"/ فإن أكثر من نصف المعلمين والعاملين في مجال التعليم في اليمن، أو حوالي 190 ألف شخص، اضطروا إلى إيجاد مصادر ثانية للدخل لإطعام أنفسهم وأسرهم، بما في ذلك العمل في الشوارع، حيث لم يتلقوا رواتب منتظمة منذ عام 2016.

وذكر التقرير، أن هناك أكثر من 2.2 مليون طفل الآن خارج المدرسة بعد سبع سنوات من الصراع، فيما يحتاج نحو 8 ملايين طفل إلى دعم تعليمي فقط لمواصلة التعلم الأساسي، كما نزح نحو 1.7 مليون طفل في البلاد وانقطعوا عن الخدمات الأساسية.

ونقل التقرير عن معلمة يمنية القول: "كيف يتوقع أن يذهب المعلم إلى الفصل ويعلم الطلاب أثناء التفكير في طرق لإطعام أطفالهم؟ لا يملك الكثير منا حتى المال لدفع تكاليف المواصلات إلى المدرسة. وتضيف «بالإضافة إلى التأثير النفسي الاجتماعي على المعلمين، دفعت الظروف المالية الحالية للمدرسين البعض إلى الذهاب إلى أعمال متواضعة أو العمل في الشارع. كيف تتوقع أن يحترم المعلم نفسه وأن يكون قادراً على الوقوف في الفصل أمام طلابه بعد رؤيته يعمل في الشارع؟ كيف نكون قدوة لطلابنا؟».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى