عاشوراء الحوثيين ..مناسبات سامة تعزز ثقافة الانتقام
تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية، إجبار اليمنيين في مناطق سيطرتها، على الاحتفاء بمناسبات دينية دخيلة، وذلك من خلال تسويق أفكار رجعية وخرافات عتيقة تضمن لها الاستمرار في فرض الانقلاب تحت مزاعم المظلومية والأحقية في الحكم.
والجمعة الماضية، دفعت المليشيات بالآلاف من اليمنيين في صنعاء ومناطق سيطرتها إلى الساحات العامة للاحتفاء بما يسمى "يوم عاشوراء"، التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب قبل 1400 عام.
وتقفز المليشيات على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة في مناطق سيطرتها وتجبر المواطنين في المناطق المغتصبة على الاحتفاء بأفكار طائفية تعزز ثقافة الانتقام، حيث تؤكد على ضرورة الأخذ بثار الحسين بن علي، باعتبار ذلك جهاد في سبيل الله.
وقال سكان مدينة الحديدة لـ"إيجاز" إن المليشيات الحوثية، أجبرت المئات في مدينة الحديدة على الخروج عصر الجمعة لإحياء عاشوراء، رغم حرارة الصيف التي تقارب 40 درجة مئوية على سواحل البحر الأحمر.
وأشارت المصادر، إلى أن المشرفين الحوثيين في ضواحي الحديدة والأحياء السكنية داخلها، حذرت جميع التهاميين من عدم المشاركة، وقالت إنها ستتعامل مع كل من يتهرب من المناسبة إلى عدو باعتباره أحد أتباع يزيد بن معاوية، وسيتم الأخذ بالثار منه.
وتستغل المليشيات الحوثية، المناسبات الطائفية لايصال رسائل سياسية والاستعراض بقواعدها الجماهيرية حتى ولو كان ذلك بشكل إخباري، وخلافا لمحاولة ترسيخ الخرافة لمواجهة قاتل مفترض يتمثل في كل معارض لسياسات الجماعة، تسابق المليشيات الزمن لتجريف الهوية اليمنية وترسيخ المناسبات الطائفية المستوردة من إيران.
وأكدت مصادر محلية في صنعاء، أن المليشيات الحوثية، عجزت حتى الآن عن تدجين اليمنيين في مناطق سيطرتها وفرض أفكارها الطائفية على جميع الناس، حيث يرفض الغالبية التعامل مع الفكر الحوثي التضليلي المنحرف.
وتحذر وزارة الأوقاف في الحكومة اليمنية الشرعية من المناسبات الحوثية الطائفية، وقالت إنها تهدف إلى تكريس انقلابها وفرض ثقافتها الطائفية على الشعب اليمني وتبرير عدوانها الغاشم على أبناء الوطن.
وأكدت الوزارة أن مثل هذه طقوس عاشوراء وثقافة اللطم وغيرها باطلة وتعارض الإسلام الحنيف الذي نتبعه، وهي عمليات نشأت في البداية بالتقليد الأعمى لممارسات الأعداء الذين تاريخيًا كانوا يستخدمونها في إيران بوصفها منكرات مرفوضة.
وأعلن وزير الأوقاف، محمد عيضة شبيبة، الجمعة الماضية، رفضه تحويل هذه الواقعة الأليمة إلى مشاريع سياسية ومتاجرة بدم الشهيد الحسين بن علي.
وقال الوزير في تغريدة على تويتر" لو كان المقتول حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم لغضبنا لقتله، ولكرهنا قاتله، فكيف وهو سبطه، وابن بنته، ومن المعدودين في قوائم الصحابة الكرام رضي الله عنه، ولكننا نرفض تحويل هذه الواقعة الأليمة إلى مشاريع سياسية، ومتاجرة بدم الشهيد، وإثارة للفرقة والطائفية بين المسلمين".
وأشار الوزير إلى المناسبات الحوثية تهدف إلى " صنع ثارات واتهام أبرياء ولدوا بعد استشهاده بمئات السنين، وتقديم الإسلام بصورة مقززة، متخلفة، تنفر منها الطباع السليمة وهي ترى أقواما يتمرغون في الوحل، يلطمون وجوههم ويضربون أجسادهم بالسلاسل حتى نزول الدم".
وأضاف" لقد أرشدنا القرآن لطريقة مشروعة عند وقوع المصيبة وحرم اللطم والشركيات والبكائيات وشق الثياب والنياحة ونهى عن الحداد على الميت أكثر من ثلاثة أيام إلا المرأة تحد على زوجها أربعة أشهر وعشرا فقط.
وقارن الوزير شبيبة بين عبيد بن زياد وعبدالملك الحوثي، لافتا إلى أن الأول لم يقتل من شيعة الحسين، مثل ما قتل زعيم الانقلاب من الشعب اليمني، ولم تمكث فترة حصار الحسين والرهط القليل الذين معه مثل فترة حصار عبدالملك الحوثي لملايين السكان في محافظة تعز، تلك بالأيام وهذه بالسنين، وتلك لبضعة نفر ، وهذه لملايين من البشر!!
وفيما أكد أن عبيد لم يفتح المقابر لشيعة الحسين كما فتح عبدالملك من مقابر دفن فيها اليمنيين، ذكر الوزير شبيبة أن عبيد بن زياد، استخدم السيف، والرمح، فيما استخدم عبدالملك الحوثي الصاروخ لقصف أبناء مارب وهم يصلون في المساجد، واللغم فزرعه في طريق عابر السبيل الذي يمر من الجوف، والقنص حتى أخترقت رصاصته أجساد الأطفال والنساء
والتعذيب فلا يخرج السجين إلا وقد أصابه الجنون أو أصبح مشلولا لايحرك إلا رأسه.
وأضاف " كانت معركة عبيد في جزء بسيط من أرض الكوفة أما عبدالملك فقد دمر في صعدة حتى عدن ، وشملت معاركه وجرائمه أكثر من ١٢ محافظة يمنية
ولفت وزير الأوقاف، إلى أن زعيم الانقلاب، زاد على عبيد في نهب الراتب وفرض الجبايات وتفجير البيوت وتهجير السكان واستحلال أموال مخالفيه، ونسبهم لليهود والمنافقين، ومع هذا كله يقف خطيبا ويلطم وجه منددا بما وقع
في السياق، قال رئيس الهيئة العامة للكتاب، يحيى الثلايا، إن الاحتشاد المهول والاستبسال الذي تبديه جماعة الحوثي تجاه ما يسمى (ذكرى كربلاء) بكل هيئاتها ومنابرها ومؤسسات الدولة والشعب التي تسيطر عليها، لا يعني أننا أمام جماعة غبية وفاسدة تسرق حقوق الناس لصرفها في غير أولوية، بل يؤكد أننا أمام جماعة يستحيل ان تكون وطنية أو يمنية
وفي مقال له تحت عنوان: "النياحة على الحسين كبرنامج سياسي لحكم اليمن!"، ذكر الثلايا، أنه يستحيل أن تكون جماعة الحوثي وطنية أو يمنية، تنتمي لهذا الشعب وتعيش واقعه وهمومه وتشعر بمسؤولياتها تجاهه كسلطة أمر واقع أو حتى كاحتلال تجاه رعاياه، ككل تجارب الغزاة والمحتلين".
وأشار الثلايا إلى المقتلة التي حدثت في صنعاء ليلة عيد الفطر الماضي، حين "مات أكثر من ثمانين يمنيا في صنعاء خلال تدافعهم على باب أحد رجال الأعمال الذي كان يوزع الصدقات"، لافتا إلى أن المليشيات لم تعلن الحداد ولم تفتح تحقيقا ولم تشارك في تشييعهم ولم تقدم التعويضات لذويهم، لكنها اليوم تنصب خيام العزاء وتعلن الحداد وتحشد كل مقدرات شعبنا وتتبادل التعازي في الحسين!".
وأضاف "هذه الجماعة السلالية تقدم الحداد على الحسين كبرنامج انتخابي تحكمنا من خلاله، وعقد اجتماعي تظنه ملزما لأبناء شعبنا بطاعتها، بينما هي تخلت عن كل واجباتها كسلطة تجاه الشعب وعطلت كل الخدمات التي ظلت منتظمة منذ 1962م".