اليمنيون ينسفون خرافة "الولاية": أكذوبة هدفها السطو على الحكم والمال واستعباد الناس
يمن شباب
أكد علماء وباحثون وإعلاميون يمنيون، أن مايُسمى بيوم "الغدير" أو "الولاية" التي يحتفي بها الشيعة بما فيهم جماعة الحوثي في اليمن، كذبة وفرية يهدف المحتفون بها للسطو على السلطة باسم الأحقية بالحكم.
جاء ذلك في حملة إلكترونية بالتزامن مع المناسبة التي يحتفي بها الحوثيون في اليمن ـ التي تصادف اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ـ وصرفوا لأجلها مليارات الريالات من عائدات المؤسسات الحكومية التي يحتلونها ومن الاتاوات التي يفرضونها بالقوة على التجار والمواطنين في مناطق سيطرتهم.
وقال اليمنيون في حملتهم التي حملت وسم #يوم_الخرافه ورصدها محرر "يمن شباب نت"، إن الترويج للولاية والاحتفاء بها هدفها السطو على الحكم والمال واستعباد الناس.
الطمع بالحكم
أكد وزير الأوقاف والإرشاد السابق، الدكتور أحمد عطية، عدم صحة رواية يوم " الغدير"، وقال: إن ابن تيمية كذّب هذه الرواية التي تقول إن النبي قال "من كنت مولاه فعلي مولاه".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، "لم يقصد النبي بهذا الحكم ولم يقل بذلك العلماء لا السابقين ولا اللاحقين، وإنما كان هذا في معرض الهجمة والإساءة لعلي امام النبي، فأراد أن يخفف الهجمة التي جاءت من الوفد اليمني، عندما كان يتكلم على علي فقال هذه العبارة".
وتابع: "لو أراد بها النبي الحكم لما أوكلها لأبي بكرٍ من بعده، ولو أراد بها النبي الحكم لفهمها أبي بكر الصديق وما أعطى الحكم لعمر، ولما أعطى عمر الحكم لعثمان، وما كان ليحصل هذا التسلسل في الحكم، فضلاً أن عليا نفسه لم يقل إن هذا عهدٌ لي من رسول الله بولاية الحكم".
واعتبر الدكتور عطية "هدف تسويق الشيعة ومليشيا الحوثي للفكرة دينياً من أجل الحصول على الكرسي والوصول للحكم"، لافتاً إلى أن كل فرق الشيعة التي تملكت وحكمت في كثير من البلدان في لبنان والعراق وسوريا واليمن، كانوا وما زالوا يستخدمون الدين غطاء للوصول إلى الحكم".
وأكد أن الشيعة "لم يصلوا للحكم عبر صناديق الاقتراع، بل وصلوا من خلال الانقلابات المسلحة التي يغلفونها بالموروثات العقائدية المأخوذة من الديانة اليهودية المنحرفة والموروث المجوسي المليء بالخرافات". حسب قوله.
"ارتداد" وغدر بالأمة ودينها
من جهته يرى الكاتب الصحفي "أحمد نعمان اليفرسي"، أن حقيقة الغدير "هو ارتداد وغدر بالأمة ودينها، وتحويله إلى ملكية خاصة".
وأضاف في منشور على فيسبوك: "الانحراف اليهودي نفسه، نحن أبناء الله وأحباؤه، نقله السلاليون حرفيا إلى النسخة التي يقدمونها على أنها الإسلام، والإسلام منهم بريء".
وشدد على أن الإسلام ليس شركة عائلية تابعة لأبناء علي أو قريش، أو أحد من العالمين.
من جانبه يوضح الباحث "سيف مثنى"، أن الآية الكريمة "إن الحكم الا لله " تنفي نفيًا وبضرس قاطع ما يُسمى بالولاية والتنصيب الإلهي، بل أن حادثة السقيفة دحضت تلك الحادثة.
ويضيف: "الأحاديث المروية عن غدير خم بشأن ولاية علي جميعها مفبركه! وهي من اختراع الشعوبيين الذين وجدوا في موضوع الولاية والمغالاة في علي وذريته أفضل طريقة لزرع بذور النفاق والشقاق في أرض الإسلام.
تكريس للوثنية
ويرى الصحفي "وفيق صالح"، أن "أخطر ما تحمله خرافة يوم الولاية، ليس أنها كذبا ممجوج على رسول الله فحسب، بل تنسف جوهر الرسالة من الأساس وتتنافى مع كافة القيم والمبادئ التي حملتها الرسالة السماوية، وتكرس تقديس الوثنيات التي جاء الإسلام لهدمها من الجذور".
ويشير الإعلامي "محمد الضبياني"، أن فكرة الولاية الحوثية "تقوم على أنقاض مسلمات الفطرة الإنسانية وسنن الحياة وطبائع الاجتماع البشري، حيث تجعل أمة الإسلام الممتدة في أقطار الأرض رهنا لحفنة من المتطلعين للتسلط، حولهم تدور، وفي خدمتهم تتفانى، وفي سبيل بقائهم تموت، في معادلة آثمة خلاصتها سادة وعبيد".
مناسبة طائفية
وكيل وزارة الإعلام "عبدالباسط القاعدي"، يقول أن "مناسبة الغدير التي يحتفل بها الحوثيون هي مناسبة سياسية طائفية يبني عليها هذا الكهنوت أحقيته بالحكم والاستئثار بالثروة والسلطة".
ويشدد أن تلك الأوهام الحوثية "هي ضد قيم الجمهورية وتنسف المكتسبات الثورية التي حققها شعبنا طيلة عقود من النضال والكفاح".
من جانبه الإعلامي خالد العلواني، يصفها أنها "أكبر كذبة باسم الله عابرة للحدود والأجيال بهدف السيطرة على السلطة والمال واستعباد الناس".
وكان وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية محمد عيضة بن شبيبة، دعا الثلاثاء، العلماء والدعاة والمرشدين، لدحض الخرافات والأفكار الحوثية، والتحذير منها في المحاضرات والدروس وعبر كل الوسائل المتاحة.
وأكد الوزير شبية في تعميم نشره على حسابه في تويتر، أن هذه الخرافة الحوثية "تتعارض مع نظامنا، وتخالف دستورنا، وتضر بحق شعبنا في اختيار حكامه"، داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة التحذير منها كون ذلك "لا يعد من باب محاربة الطقوس الدينية أو المناسبات المذهبية".
وأضاف، "وإلى جانب دحض هذه الخرافة التي يروج لها الكهنوت الإمامي البغيض، يستوجب الأمر الإشارة إلى هُوية اليمن الحضارية والتاريخية، والدور اليمني في حمل رسالة الإسلام منذ بواكيره الأولى، وأن الأمر شورى، والحاكم يأتي باختيار اليمنيين لا بنظرية البطنين، وأن مايسمى بالاصطفاء الإلهي وحصر الحكم في جينات بعينها وتميزها وتسيدها على غيرها غير مقبول في بلادنا، وباطل عند شعبنا، ومخالف لدستورنا وقد قامت ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة ضد هذه الخرافة، وضحّى ثوارُها الأحرار بدمائهم ليعود الحق لأهله، والاختيار للشعب، ولكي يتخلص اليمن من فكرٍ عنصريّ يزعم أصحابه أن الحق الإلهي في الحكم والدين والمال هو لمن ينسبون أنفسهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنهم أوصياء على اليمنيين".
وخاطب الوزير العلماء والخطباء والدعاة قائلا: "إننا نهيبُ بدوركم الفكري الكبير في دحض الشبهات، وتصحيح الأفكار، وتحذير شعبنا من نظرية سلالية عنصرية أضرت به وعاش بسببها منذ قرون يتنقل بين الحروب ويغرق في الدماء وتحفر له القبور، وسيظل كذلك حتى يأخذ على يد العنصريين الذين يريدون حكمه باسم السماء، وبموجب جينات مزعومة، لا على أساس الاختيار الشعبي والمؤهلات العلمية والخبرات الميدانية، والقوة والأمانة".
جدير بالذكر أن مليشيا الحوثي تسعى لترسيخ فكرة ما يسمى بالولاية، واستغلالها؛ في محاولة منها للبحث عن شرعية دينية بديلة عن الشرعية الشعبية القائمة على التعددية، والتي تعد واحدة من الثوابت الوطنية الى جانب الجمهورية والوحدة.