مجلة أميركية: طريق الحوثيين إلى المجهول.. قصة في انحدار مستمر
مجلة أميركية: طريق الحوثيين إلى المجهول.. قصة في انحدار مستمر

اليمن -
قالت مجلة ناشيونال انترست الأميركية، إنه رغم الشائعات حول اغتيالات رفيعة المستوى وتدمير منشآت سرية، من السابق لأوانه إعلان نجاح الحملة الأمريكية في اليمن لكنها أكدت أنه مع ذلك، هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الحوثيين قد مُنيوا بانتكاسة كبيرة.
ونشرت المجلة مقالا للكاتب آري هيستين أشار فيه إلى أنه من أهم مزايا "محور المقاومة" الاستباقية على القوى الغربية التفاعلية قدرته على أخذ زمام المبادرة والحفاظ على عنصر المفاجأة. ومع ذلك، فقد قلبت الحملة الأمريكية في اليمن هذه الديناميكية رأسًا على عقب.
وأضاف المقال، أنه من المرجح أن الحوثيين في حالة من التخبط الاستراتيجي العميق. فرغم التزام الجماعة بدعم حماس، إلا أنها لا تستطيع التنبؤ بمدى استمرار هذا الدعم في صراعها مع الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، يواجه الحوثيون أزمات داخلية متفاقمة، بما في ذلك انهيار اقتصادي وتزايد جرأة خصومهم.
وأوضح أنه مع مرور كل يوم، أصبحوا يشبهون بشكل متزايد مرشديهم في حزب الله اللبناني، ويخاطرون بمشروعهم الطويل الأمد لتجنب الضرر الأيديولوجي وذاك المتعلق بسمعتهم، الناجم عن كسر تعهدهم بالقتال إلى جانب حماس.
وشدد على أنه لاستعادة حرية الملاحة، يجب على الولايات المتحدة إما إجبار الحوثيين على وقف هجماتهم على الملاحة البحرية أو القضاء على قدرتهم على مواصلة تلك الهجمات.
ومع ذلك، نظرًا لأيديولوجيتهم المتطرفة وقدرتهم على الوصول إلى إمدادات وفيرة من الأسلحة المتنوعة، فإن تحقيق ذلك سيتطلب وقتًا وموارد كبيرة.
وحتى الآن، أفادت التقارير أن الحملة الأمريكية استهدفت قادة الحوثيين ومخازن أسلحتهم ومراكز قيادتهم. ومن بين القتلى، مسؤول بارز في برنامج الصواريخ الحوثي، والحارس الشخصي لعبد الملك الحوثي، ومسؤولين أمنيين إقليميين آخرين.
أصابت الضربات أهدافًا في جميع المحافظات الأربع عشرة تقريبًا الخاضعة لسيطرة الحوثيين الكاملة أو الجزئية، مما يُبرز تشتت قدرات الجماعة في مناطق جبلية شاسعة. ومع ذلك، لا تزال الأهداف والنتائج المحددة للضربات الأمريكية غير واضحة في معظم الحالات.
ويرى البعض أن الضربات الأميركية في اليمن تصب في مصلحة الحوثيين، وتجر الولايات المتحدة إلى صراع مطول من شأنه أن يعزز شعبية الجماعة الإرهابية المتراجعة ويضعها في موقف المدافع عن اليمن.
لكنه الكاتب أكد أنه مع ذلك، ثمة ما يدعو إلى التشكيك في هذا الادعاء. فحتى الآن، تجنبت الحملة الأمريكية الوقوع في فخاخ الجهود السابقة ضد الحوثيين، وذلك بتقليل الأضرار المدنية، ومنع رد فعل حوثي فعال، وتحديد أهداف واضحة ومحدودة.
وهذا يُشكك في رواية الحوثيين القائلة بأن العمليات العسكرية لا تؤدي إلا إلى تقوية الجماعة، بينما تُوقع أعداءها في مستنقع لا يُقهر. وكما أشار الكاتب سابقا في منتصف يناير/كانون الثاني 2025، فقد تراجع الموقف الاستراتيجي للحوثيين في الآونة الأخيرة.
وقال إنه ولم يُفلح تحولهم من وقف إطلاق النار عام ٢٠٢٢ إلى استهداف الاقتصاد العالمي وإسرائيل عام ٢٠٢٣ في تعزيز الدعم المحلي. ومن المرجح أن هذا التحول دام أطول مما توقعوا عندما بدأوا هجماتهم. حيث دخلوا صراع ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، غير متأكدين من توقيته أو مساره.
ومع ذلك، عندما دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني ٢٠٢٥، أتيحت لهم فرصة وجيزة لإنهاء هذه الحملة والتحول إلى مسارات أخرى تخدم مصالحهم بشكل أفضل.
ولكن بعد أن ربطوا مصيرهم بحماس، وجدوا أنفسهم مضطرين لاستئناف الأعمال العدائية في مارس/آذار 2025 عندما انهار وقف إطلاق النار. تحمل هذه الحملة أيضًا تداعياتٍ كبيرة على إيران.
ففي خضم عملياتها العسكرية المستمرة في اليمن، حذّر البيت الأبيض طهران من مغبة تسليح الحوثيين، وإلا ستواجه ردًا أمريكيًا على هجماتهم.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي حث فيه الرئيس ترامب إيران مؤخرا على التفاوض على اتفاق نووي في الأشهر المقبلة أو المخاطرة بالهزيمة العسكرية لبرنامجها النووي، مستخدما الصراع في اليمن كمثال تحذيري.
ورغم أن إيران قد لا تغير موقفها رداً على هذه التهديدات، فإن تطبيقها سيصبح أسهل بمجرد تراجع التهديد الحوثي. إذا ظلت الولايات المتحدة ملتزمة واستمر الحوثيون في مسارهم الحالي، فإن واشنطن قد تضعف نظام الحوثيين بشكل كبير، أو حتى تهزمه.
وفي هذا السياق -يقول الكاتب- تضيق الخيارات الاستراتيجية أمام الحوثيين بشكل كبير، ما سيجبرهم على الاختيار بين قبول شروط واشنطن أو خوض حرب ضد قوة قادرة على تآكل أسس نظامهم بأقل تكلفة. وكما قال نابليون بونابرت: "لا تقاطع عدوك أبدًا عندما يرتكب خطأً".