الحوثيون يُخلون مقراً رئيسياً في العراق والحكومة اليمنية تطالب بغداد بمواقف أكثر حزماً
الحوثيون يُخلون مقراً رئيسياً في العراق والحكومة اليمنية تطالب بغداد بمواقف أكثر حزماً

العراق -
أخلت مليشيا الحوثي الإرهابية مقراً استراتيجياً في أحد الأحياء الراقية وسط بغداد، قرب المنطقة الخضراء، بتوجيهات إيرانية، تجنباً لاستفزاز واشنطن، في حين طالبت الحكومة اليمنية من نظيرتها العراقية باتخاذ مواقف أكثر حزماً إزاء تحركات المليشيا المدعومة من إيران.
ونقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر وصفتها بالموثوقة إن جماعة الحوثي أغلقت المقر بالتزامن مع الهجمات الأمريكية التي تستهدف الحوثيين في اليمن «بناءً على نصيحة من فصيل شيعي وصلت بلهجة حادة».
وقالت المصادر إن «الجماعة استجابت لطلب إغلاقه وأخلت المقر، بعد أن تأكدت من أن هناك إجماعاً شيعياً في بغداد على وقف أي نشاط استفزازي».
وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي قد تغلق مقرين آخرين في بغداد ومدينة أخرى جنوب العراق بعد تشدد الضغوط من «الإطار التنسيقي».
وأشارت الصحيفة إلى أن المقر المغلق كان ضمن تسهيلات قدمها حزباً شيعياً من «الإطار التنسيقي» في وقت سابق عام 2023.وكان المقر يرفع شعارات ورايات مؤيدة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وقالت المصادر إن «الموقع أشرف على أنشطة تجارية وإعلامية في بغداد، وازداد نشاطه بعد عملية (طوفان الأقصى)».
في السياق نفسه، كشفت الصحيفة ذاتها، نقلاً عن مصادر موثوقة، عن رسالة إيرانية إلى قادة فصائل شيعية في العراق نقلها قائد قوة القدس، إسماعيل قاآني تضمنت تعليمات صارمة بتجنب استفزاز الأميركيين والإسرائيليين، محذّرةً من هجمات مشابهة لتلك التي تستهدف جماعة الحوثي في اليمن.
وبحسب الصحيفة، فقد أشار قاآني إلى خطورة الردود العسكرية ضد منشآت حوثية، مطالباً الفصائل بوقف الأنشطة العسكرية وتخفيف المظاهر المسلحة.
المصادر توقعت أن أي رد فعل ميداني لدعم الحوثيين قد يفتح جبهة عسكرية داخل العراق، وفقاً للصحيفة.
وكانت الحكومة العراقية قد نفتْ أنباءً عن استخدام جماعة «الحوثي» معسكراً لتدريب عناصرها بمنطقة الخالص في محافظة ديالى (شرق العراق)، رداً على تقرير لمجلة «فورين بوليسي».
وفي 18 مارس (آذار) 2025، ناقش وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العمليات العسكرية الرامية إلى «القضاء على تهديد الحوثيين للتجارة الأميركية واستعادة حرية الملاحة»، وفق بيان للبنتاغون.
بدورها، أكدت الحكومة اليمنية «متابعة تحركات العناصر المرتبطة بميليشيا الحوثي في أي دولة، ومراقبة أنشطتها الضارة بالأمن القومي العربي».
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومة اليمن «تقدر حرص الأشقاء العراقيين واهتمامهم».
ودعا الإرياني الحكومة العراقية إلى «الوقوف الحازم ضد أي نشاط إعلامي أو سياسي أو لوجستي للميليشيا الحوثية على الأراضي العراقية، واتخاذ خطوات واضحة لضمان عدم استخدام العراق منصةً أو ملاذاً لأي كيان يهدد أمن اليمن أو المنطقة».
وأوضح الإرياني أن الحكومة اليمنية «على ثقة بأن العراق لن يسمح بأن يكون جزءاً من معادلة الفوضى التي تسعى إيران لفرضها عبر وكلائها في المنطقة».
ومنذ بداية الأسبوع المنصرم، شنتْ طائرات أميركية سلسلة غارات على العاصمة صنعاء وعدة محافظات أخرى، مستهدفةً مواقع للحوثيين.
وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإبادة «الحوثيين» تماماً، وحذر إيران من مواصلة تقديم الدعم لهم، إلا أن الجماعة تقول إنها ستواصل استهداف القطع الحربية الأميركية في البحر الأحمر.
المصدر: الشرق الأوسط