تقارير دولية: إسرائيل ستوسع حملتها العسكرية ضد الحوثيين مع تشكيل تحالف متعدد الأطراف
تقارير دولية: إسرائيل ستوسع حملتها العسكرية ضد الحوثيين مع تشكيل تحالف متعدد الأطراف
اليمن -
رجحت تقارير دولية، أن توسع إسرائيل حملتها العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، بما في ذلك تشكيل تحالف متعدد الأطراف وواسع النطاق الأمر الذي قد يؤدي إلى توسع نطاق الصراع في المنطقة.
وصعدت إسرائيل مؤخرًا حملتها الجوية ضد حركة الحوثي في اليمن ردًا على الهجمات الحوثية المتكررة على إسرائيل. ومؤخرًا، في 26 ديسمبر، ضربت إسرائيل صنعاء، بما في ذلك مطارها، بالإضافة إلى الموانئ ومحطات الطاقة في أماكن مثل مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية.
وقالت صحيفة New Arabs, اللندنية -في تحليل للكاتب الصحفي صامويل راماني- إنه ورغم أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية كانت فعّالة إلى حد كبير في الحد من الخسائر المدنية الناجمة عن الهجمات الصاروخية الحوثية، فإن الهجمات لا تزال تشكل شوكة في خاصرة إسرائيل، فلم يعد ميناء إيلات مركزاً موثوقاً للعبور، واضطرت بعض السفن الإسرائيلية إلى الإبحار حول أفريقيا عبر طرق ملتوية.
وأشار الكاتب إلى أن الأعمال العسكرية المتبادلة الأخيرة أدت إلى تصعيد متجدد بين إسرائيل والحوثيين، حيث حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الحوثيين سوف يتبعون طريق حماس وحزب الله والرئيس السوري بشار الأسد إلى الهزيمة.
وأضاف، أنه ورغم هذا الخطاب الناري، فمن غير المرجح أن يسفر التدخل العسكري الإسرائيلي الموسع ضد الحوثيين عن انتصار حاسم. ذلك أن الدعم الإيراني السري المستمر للحوثيين وقدرة الجماعة على خلق عقلية الحصار بشأن الضربات الإسرائيلية من شأنه أن يساعد في الحفاظ على الجمود.
وقال الكاتب إنه "سوف يتعين على إسرائيل أن تلتزم بتدخل عسكري أوسع نطاقا وتشكيل تحالف متعدد الأطراف واسع النطاق لتقليص قدرات الحوثيين بشكل خطير، إذ تشكل القيود الشديدة المفروضة على الغارات الجوية ضد الحوثيين عاملاً حاسماً آخر.
وأوضح أنه خلال التدخل العسكري الذي قادته السعودية في اليمن، لم يتمكن التحالف من تحقيق مكاسب إقليمية مجدية ضد الحوثيين إلا عندما جمع بين الغارات الجوية ونشر القوات البرية.
وذكر أن الشدة المتقطعة للغارات الجوية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية على الأصول الجوية الحوثية تشكل تراجعاً مقارنة بما واجهته في السابق، والحوثيون مستعدون جيداً لمواجهة العاصفة.
وقالت ندوى الدوسري، الخبيرة في الشؤون اليمنية والباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط، لصحيفة "ذا نيو عرب": "إذا تعلمنا أي شيء من العقد الماضي، فهو أن الحملة الجوية وحدها فشلت في ردع الحوثيين. بل شجعتهم ".
وبحسب الكاتب فإن "هذا يعني أن إسرائيل سوف تضطر إلى الالتزام بتدخل عسكري أوسع نطاقا وتشكيل تحالف متعدد الأطراف واسع النطاق لتقليص قدرات الحوثيين بشكل خطير".
كيف يمكن لإيران أن تدعم الحوثيين ضد إسرائيل؟
ومع سقوط الأسد من السلطة والغارات الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى تدهور قدرات محور المقاومة الإيراني بشكل خطير، ارتفعت أهمية اليمن الاستراتيجية بالنسبة لطهران. وفي خطابه بمناسبة العام الجديد، أشاد آية الله علي خامنئي بالحوثيين وحزب الله باعتبارهما "رمزين للمقاومة" وأعلن أن اليمن سوف ينتصر.
وقال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني حسين الله كرم مؤخرا إن اليمن حل محل سوريا باعتباره العمود الفقري لمحور المقاومة الإيراني. ويعتقد إبراهيم جلال، الخبير في الشؤون اليمنية والباحث غير المقيم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أننا يجب أن نأخذ هذا الخطاب الإيراني على محمل الجد.
وقال جلال في تصريح للصحيفة إن "الحوثيين يقودون تصعيد محور المقاومة"، معتبراً أن تدمير حزب الله وسقوط الأسد وضبط الميليشيات العراقية سيؤدي إلى مزيد من المساعدات الإيرانية للحوثيين.
ورغم أن الحوثيين يزعمون أنهم مكتفون ذاتيا في إنتاج الأسلحة، فإن إيران وسعت شحناتها من الأسلحة إلى اليمن في الأيام الأخيرة. وحظي التشابه الوثيق بين صاروخ فلسطين 2 وصواريخ فاتح الإيرانية باهتمام كبير، رغم أن الخبراء يشككون في امتلاك الحوثيين لقدرات تفوق سرعة الصوت.
ويستطيع الحوثيون أيضًا طلب الدعم الإيراني من خلال وسائل أخرى. فإذا قرر الحوثيون إطلاق وابل من الصواريخ على نطاق أوسع ضد إسرائيل، يزعم الخبير الأمني الإيراني حسن هاني زادة أنهم من المرجح أن يتلقوا الدعم من ميليشيات الحشد الشعبي العراقي وحركة حزب الله النجباء.
احتمالات التصعيد
واعتبرت الصحيفة، أن تصعيد الأعمال العدائية بين إسرائيل والحوثيين من شأنه أن يؤدي إلى إعادة إشعال فتيل الحرب الأهلية اليمنية الجارية. وقد مارس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو منظمة انفصالية في جنوب اليمن متحالفة مع الإمارات العربية المتحدة، ضغوطا مستمرة من أجل اتخاذ إجراءات عسكرية أكثر قوة ضد الحوثيين.
ورغم أن الحوثيين يبدو أنهم يسيطرون على السلطة في شمال اليمن بقوة بدعم من ترسانات عسكرية ضخمة وآلاف الجنود الموالين، فإن سقوط الأسد دفع بعض المعارضين الحوثيين إلى تصور تغيير مماثل سريع للنظام.
وهناك أيضا خطر متزايد يتمثل في إضفاء طابع إقليمي على الصراع بين إسرائيل والحوثيين. ففي اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول، حاول وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تشكيل تحالف متعدد الأطراف ضد الحوثيين والتوصل إلى تفاهم مشترك بشأن وضع الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية.
وأشار إلى ساعر سلط الضوء على التهديدات التي يشكلها الحوثيون على الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس في محاولته للحصول على الدعم الدولي.
وقال التحليل، إن الارتباط المتصور للمملكة العربية السعودية بحرب إسرائيل ضد الحوثيين قد يجرها إلى الصراع. ففي يوليو/تموز، اتهم الحوثيون المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بإجبار البنك المركزي في عدن على منع المعاملات المالية في صنعاء وحذروا من "الحرب على الرياض" إذا استمرت ضغوطها المالية.
لقد دفع حذر المملكة العربية السعودية من التدخل العسكري في اليمن إلى نزع فتيل الأزمة من خلال الدبلوماسية وتوقيع "اتفاقية خفض التصعيد الاقتصادي" مع الحوثيين. ومع ذلك، تواصل قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون نشر نظريات المؤامرة حول التعاون بين جهاز المخابرات البريطاني MI6 والاستخبارات السعودية، وتصوير المملكة العربية السعودية كمعتدي على اليمن.
ويعتقد العديد من المحللين اليمنيين أن تجدد الصراع بين الحوثيين والسعودية مسألة وقت فقط. وقالت الدوسري للصحيفة إن "التصعيد" السعودي الحوثي أمر لا مفر منه، وزعمت أن "السعودية هدف استراتيجي للحوثيين، بغض النظر عن تورط إسرائيل ووقف إطلاق النار الحالي".
ورغم تراجع هجمات الحوثيين على أصول الشحن البحري بنسبة 44% خلال النصف الثاني من عام 2024، فإنها لا تزال تشكل تهديدا للنشاط التجاري. وفي الوقت الذي يصمد فيه وقف إطلاق النار الهش في لبنان وتكتسب المفاوضات مع حماس بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن في غزة زخماً، تتحول اليمن إلى خط مواجهة متصاعد في الحرب بالوكالة التي تشنها إسرائيل ضد إيران.
بدوره قال معهد ستراتفور الأميركي، إنه ممن المرجح أن توسع إسرائيل حملتها ضد الحوثيين في اليمن، مع التركيز أولاً على الضربات المستهدفة للبنية التحتية العسكرية للحوثيين والمسؤولين؛ ولكن عندما يفشل هذا على الأرجح في ردع المسلحين الحوثيين، ستصعد إسرائيل حملتها بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى انتشار الصراع إلى دول الخليج وإعادة تنشيط الحرب الأهلية اليمنية.
في السياق، قال موقع caracal وهو اسيوي مقره سنغافورة – إن إسرائيل قد تستهدف الحوثيين بدعم من وكالاتها الاستخباراتية، في حين قد تحاول القوات المدعومة من السعودية، والتي قد تدعمها المساعدات الأميركية، الاستيلاء على صنعاء. ومع ذلك، فإن اليمن يمثل تحديا فريدا لإسرائيل بسبب بعدها الجغرافي والاختلافات الثقافية والاجتماعية الكبيرة عن سوريا.
وأضاف الموقع، أنه "اذا استهدفت اسرائيل الحوثيين فمن المرجح أن تقوم الجماعات اليمنية المعارضة او شركائها في التحالف بقيادة السعودية بمهمة بسيطة نسبيا وهذا سوف يتضمن استراتيجية شن ضربة جراحية وهجمات مستهدفة مماثلة لتلك التي أضعفت حزب الله بشدة من خلال القضاء على القادة الرئيسيين واذا نجحت فان الحوثيين سوف يتضاءلون بشكل كبير مما يقلل من تهديدهم".
وذكر أنه "ورغم أن الجدول الزمني لمثل هذه النتيجة لا يزال غير مؤكد، إلا أنه اذا استمر الحوثيون في هجماتهم الصاروخية ضد اسرائيل فسوف يظهر حل في نهاية المطاف وهذا من شأنه أن يوفر فرصة للجماعات المعارضة في اليمن لاستعادة العاصمة وإعادة توحيد البلاد".