أخبار إيجاز

مصادر قبلية تكشف تفاصيل الهجوم الحوثي على قرية حنكة آل مسعود في رداع بالبيضاء

مصادر قبلية تكشف تفاصيل الهجوم الحوثي على قرية حنكة آل مسعود في رداع بالبيضاء

البيضاء -

شنت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، اليوم الخميس، هجوما كبيرا على قرية حنكة آل مسعود في قيفة رداع بمحافظة البيضاء (وسط اليمن) باستخدام الطيران المسير والدبابات والقصف المدفعي، وذلك بعد توتر استمر لعدة أيام.

وقالت مصادر قبلية إن دبابات ومدافع الحوثي من معسكر القصير الواقع على أطراف القرية تقصف القرية من المعسكر، بينما احتشدت عناصر إضافية من قوات المنطقة المركزية التي يقودها المدعو عبدالخالق الحوثي وشاركت في الهجوم على القرية تمركزت في معهد الحنكة وبدأت القصف من هناك.

كما تشارك في الهجوم عناصر حوثية خرجت من معسكر السوادية يقودها المدعو أبو محمد قطران قائد الكتيبة الأولى في المعسكر. ونشر الحوثي نقاطا مستحدثة من عبس في مديرية الشرية إلى داخل مدينة رداع، وصولا إلى نقطة القرن المخرج الشمالي في رداع، وفق المصادر.

وفق ثلاثة مصادر تحدثت إلى "يمن شباب نت" فإنه حتى ساعة تحرير المادة تستعر الاشتباكات، ويستخدم فيها الحوثي طيرانا مسيرا بكثافة. قالت مصادر قبلية إن مقاتلي القبائل أسقطوا بعضا من تلك الطائرات عصر الخميس.

وقال محمد البخيتي محافظ ذمار وأحد القادة الحوثيين المكلفين بإدارة الصراع والتحكم بمحافظة البيضاء خلال مساحة صوتية على منصة "إكس" إن مليشياته ستستخدم كل أنواع الأسلحة ضد القبائل في رداع متهما إياهم بالصهيونية، كعادة الحوثيين الذين يكفرون ويستبيحون دماء كل من هم خارج جماعتهم.

وأفادت منظمة مساواة للحقوق والحريات، بأن الهجوم الحوثي "أسفر عن سقوط 13 مدنيًا بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال، وتدمير المنازل والممتلكات"، محملة قيادة مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المروعة بحق المدنيين التي تصنف ضمن جرائم الحرب ولا تسقط المسؤولية الجنائية عن مرتكبيها بالتقادم.

كما دعت المنظمة في بيان لها، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات فورية وحازمة بحق مليشيا الحوثي للضغط عليها لوقف انتهاكاتها المتكررة لحقوق الانسان في محافظة البيضاء.

وبررت مليشيا الحوثي عبر وزارة الداخلية التابعة لها بأنها تشن هجوما منذ خمسة أيام على القرية. كما اعترفت بأنها "قصفت منازل السكان نتيجة تمركز من تتهم بعناصر داعش بالإرهاب فيها".

كيف اندلع الصراع؟

تعود جذور الصراع إلى سنوات عندما اقتحمت مليشيا الحوثي قرية آل مسعود وطالبت القبائل بتسليمها عدد من مدرسي تحفيظ القرآن الكريم في مركز تابع لمسجد أبي بكر الصديق بالقرية. وسبق أن هجمت مليشيا الحوثي على المركز وقتلوا عددا من الطلبة وخطفوا آخرين.

وبحسب المصادر تدخلت وساطات قبلية وسلمت ثمانية منهم إلى مليشيا الحوثي وفق أعراف قبلية مقابل تعهد المليشيا بإطلاق سراحهم بعد التحقيق. ماطلت مليشيا الحوثي في إطلاق سراح الثمانية حتى أواخر الشهر الماضي.

قبل ثلاثة أيام حاولت اقتحام القرية مجددا وطالبت بالأشخاص المطلق سراحهم، وآخرين غيرهم. كما حاولت فرض 30 مشرفا ثقافيا لإدارة مساجد القرية. نجحت وساطة قبلية يوم الأربعاء بتسليم أربعة من طلبة ومدرسي تحفيظ القرآن للمليشيا مقابل إنهاء الحملة، ورفض الآخرون تسليم أنفسهم.

واتهمت قبائل المنطقة مشايخ الوساطة من قيفة بأنهم لم يتمكنوا من تنفيذ تعهداتهم مقابل التسليم. وشنت مليشيا الحوثي هجوما على المنطقة في الأيام الماضية، وتصدى لها الأهالي، وقتلوا عددا من عناصر الحوثي.

ويوجد في القرية أيضا مسجد باسم الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، قصفته المليشيا اليوم وأحرقته.

منتصف الأسبوع الجاري قتل قيادي حوثي كبير عينته مليشيا الحوثي مديرا للأمن والمخابرات في المحافظة في الفترة الأخيرة وهو من صعدة وكنيته أبو عامر. وتتهم المليشيا سكان المنطقة بالهجوم عليهم.

وقال مصدر قبلي آخر إن مليشيا الحوثي شنت قصفا ظهر اليوم على القرية بينما كانت وساطة قبلية قد وصلت إلى أطراف قرية آل مسعود، وتفاجأت بغدر الحوثيين وقصفهم القرية بالطيران المسير والدبابات والمدفعية، بالإضافة إلى استعانته بحشد هائل من آل ريام (ينتمون عرقيا لأسر هاشمية) بالهجوم على القرية وآخرين أيضا من قبائل قيفة.

الوضع الآن

تدور اشتباكات محتدمة وتشهد القرية كلها اشتباكات من جميع الجهات. يمنع الحوثي دخول الدواء والغذاء والماء إلى القرية، ويمنع سكان القرية من مدنيين ونساء وأطفال وشيوخ من مغادرتها ويستهدف الجميع.

قال مصدر قبلي استخدم كنيته (أبو الأحرار السلالي) إن امرأة واحدة على الأقل قتلت اليوم بقصف الحوثي. أظهرت مقاطع مصورة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بيوتا مدمرة وغارات الطيران المسير الحوثي على القرية.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تحريضا حوثيا على القرية على طريقة الاحتلال دشنها محمد البخيتي باتهام السكان بالدعشنة، والصهيونية، فيما تعهد أهالي القرية بالقتال.

وأفادت مصادر من داخل القرية عن مناشدات قبلية من آل مسعود لشيوخ قيفة للتحرك وعدم الوقوف على الحياد وهم يشاهدون الهجوم الحوثي الأكبر على القرية.

وتقول مليشيا الحوثي ومصادر قبلية إن عددا من مشايخ قيفة تواطأوا بالهجوم على القرية وظهروا على قناة المسيرة الحوثية يؤيدون الحرب على قرية حنكة آل مسعود وهم: الشيخ محمد الزوبة، والشيخ صادق الذهب، والشيخ سعيد أبو صريمة، والشيخ حسين جرعون، وعدد آخر من المشايخ.

واعترف محمد البخيتي في مساحة صوتية على منصة "إكس" بأن الحروب القبلية في رداع تستنزف مليشياته، وتسبب لعناصرهم الأمنية والعسكرية إنهاكا مستمرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى