صحفي محرر من سجون الحوثي: لقاء المبعوث الأممي مع "المرتضى" تهاون غير مقبول مع مُتورط في جرائم حرب
صحفي محرر من سجون الحوثي: لقاء المبعوث الأممي مع "المرتضى" تهاون غير مقبول مع مُتورط في جرائم حرب
صنعاء -
انتقد الصحفي المحرر من سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، عبدالخالق عمران، لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ برئيس لجنة الأسرى التابع للحوثيين والمدرج ضمن العقوبات الأمريكية كمتهم بجرائم تعذيب.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أعلن المرتضى لقائه بالمبعوث الأممي، الذي يزور صنعاء هذه الأيام، وناقش معه ملف الأسرى، ناقلاً عن "غروندبرغ" الترتيب لجولة مفاوضات مرتقبة يجري الإعداد لها من قبل الأمم المتحدة بين الحكومة والحوثيين لحل مشكلة الأسرى والمختطفين.
وقال "عمران" في منشور على صفحته بالفيسبوك": "إن لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ مع المجرم عبدالقادر المرتضى القيادي الحوثي ورئيس سجن معسكر الأمن المركزي في صنعاء يعد خطوة خطيرة ومدانة ومرفوضة بكل المقاييس ويكشف عن تهاون غير مقبول مع مرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف "أن هذا اللقاء لا يمثل فقط تجاهلًا صارخًا لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان بل هو إهانة مباشرة للضحايا وعائلاتهم، كما أن هذه الخطوة تفتح المجال أمام تبرير الإفلات من العقاب وتدعيم ثقافة انتهاك حقوق الإنسان دون رادع".
وأشار الصحفي "عمران"، إلى أن القيادي الحوثي المرتضى، متورط في الانتهاكات الفظيعة في سجنه بحق المختطفين وخاصة الصحفيين، ومسؤول بشكل مباشر عن التعذيب الممنهج والقتل البطيء للعديد من الأبرياء في سجون ميليشيات الحوثيين.
وتساءل مستغرباً: "كيف يمكن للمجتمع الدولي والمبعوث الأممي التعامل مع شخص متورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعلى نحو يمنحه الشرعية في الوقت الذي يتطلع فيه الضحايا إلى العدالة والمحاسبة ومعاقبة الجناة؟".
وبصفته أحد ضحايا التعذيب، طالب "عمران"، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم وواضح يرفض أي شكل من أشكال التواطؤ مع الجناة أو منحهم شرعية في إطار عملية السلام، مشدداً على أن العدالة لا تتحقق بمصافحة الجلادين والجلوس معهم على طاولة الحوار بل بمحاسبتهم على جرائمهم الوحشية وإنصاف الضحايا.
وتابع: "السلام لا يمكن كذلك أن يتأسس على شرعنة الجريمة وتبرير الجناة والتغطية على جرائمهم والقفز على مبادئ العدالة وهدر الحقوق والالتفاف على كل ماهو جوهري وأساسي من القيم الضامنة للكرامة".
كما طالب الحكومة الشرعية بالوقوف موقفًا واضحًا وحازمًا تجاه هذه الخطوات التي تهدد مسار العدالة وحقوق الإنسان والضغط بشكل فعال لوقف مثل هذه الممارسات التي تشرعن الإفلات من العقاب وتعزز ثقافة الظلم والتعذيب.
ولم يعلق الجانب الحكومي على اللقاء حتى اللحظة، كما لم يُعرف بعد الموقف الرسمي من استمرار المرتضى في منصبه رغم العقوبات المفروضة عليه.
وفي التاسع من ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على لجنة الأسرى الحوثية ورئيسها عبدالقادر المرتضى لتورطهم في انتهاكات ضد السجناء المحتجزين في السجون التي يديرها الحوثيون في اليمن.
وقالت السفارة الأميركية لدى اليمن في اليمن، في شرحها لحيثيات العقوبات، إن المرتضى، ومن خلال دوره كرئيس للّجنة الوطنية لشئون السجناء قد تورط مباشرة في تعذيب السجناء وأشكال أخرى من المعاملات الوحشية، واللا إنسانية، والمهينة لهم، أو معاقبة المعتقلين في سجون الحوثيين التي لاتزال تحتجز أفراداً مارسوا حقوقهم الإنسانية، وحرياتهم الأساسية، بما في ذلك الصحفيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، ومعارضين سياسيين، وموظفين محليين تابعين للأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، وسفارة الولايات المتحدة، إضافة إلى آخرين.