أخبار إيجاز

محللون: أزمة الحوثيين والبحر الأحمر تتطلب نهجاً كاملاً لحل مشكلة اليمن

محللون: أزمة الحوثيين والبحر الأحمر تتطلب نهجاً كاملاً لحل مشكلة اليمن

صنعاء -

رأى محللون، أن أزمة وجود الحوثيين في اليمن الذي أحدث حالة من عدم الاستقرار بمنطقة البحر الأحمر والقرن الافريقي خلال أكثر من عام، تتطلب نهجاً استشرافياً لحل مشكلة اليمن من قبل المجتمع الدولي.

واستعرض تحليل مطول لمعهد الشرق الأوسط، الأمريكي «MEI» بعنوان "أربع سنوات من التحولات التي أعادت رسم الشرق الأوسط" لعدد من المحللين والباحثين، سلط جزء منه على الحوثيين وأزمة البحر الأحمر، وطرحاً سؤولا محوريا ماذا ستواجه إدارة ترامب الثانية في المنطقة في عام 2025 مقارنة بما تركته في عام 2021؟

وأعتبر المحللون في المعهد الأمريكي – ترجمه "يمن شباب نت – أن أزمة البحر الأحمر تتطلب نهجاً استشرافياً لحل مشكلة اليمن. وحذروا من مخاطر إهمال منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي الأكثر اضطرابا والدور المحوري الذي يلعبه الحوثيون في هذا الاضطراب.

الحوثيين مركز عدم استقرار

وقالت ميريت مبروك، مديرة مؤسسة لبرنامج مصر والقرن الأفريقي لدى المعهد الأمريكي، بأن نظرة سريعة على الاضطرابات الحالية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي قد تدفع المراقبين إلى الاعتقاد بأن المنطقة تغرق فجأة في حالة من الاضطراب.

واعتبرت ميريت "بأن الحوثيين في اليمن هم في مركز هذا عدم الاستقرار، حيث كانت الميليشيا المدعومة من إيران تهاجم السفن على طول أحد الطرق البحرية الأكثر أهمية في العالم".

بدوره أشار جيرالد فييرستاين مدير برنامج شؤون شبه الجزيرة العربية، "أن الحوثيين، بدعم من إيران، استخدموا موقعهم العسكري على ساحل البحر الأحمر في شمال اليمن لتهديد الشحن الدولي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وتهديد إسرائيل بالأسلحة الهجومية، مما يجعل الجماعة مصدرا رئيسيا للتوترات وعدم الاستقرار الإقليمي واليمني الداخلي".

ورجح فييرستاين الذي عمل سابقا سفيراً لدى اليمن، أن يوفر ضعف قوة إيران للرياض نفوذا جديدا لتأمين تعاون طهران في إنهاء الحرب الأهلية اليمنية. وأشار "أن جهود الرياض لحل الصراع تعطلت بسبب حرب غزة ورد الحوثيين، وقبل ذلك كان السعوديون وشركاؤهم في الخليج حذرين في تحدي الحوثيين".

وهذا الحذر مدفوع بمخاوف من أن الموقف القوي من قبل الرياض – بحسب فييرستاين - فيما يتصل برفض الهجمات البحرية التي تشنها الجماعة قد يكون غير مرغوب فيه على الإطلاق في الداخل وسيعتبر داعماً لإسرائيل، وقد يؤدي إلى تجدد الهجمات الحوثية ضد السعوديين ودول مجلس التعاون الخليجي على نطاق أوسع.

وبالتالي، يرى بأن إدارة ترامب القادمة ستحتاج إلى الموازنة بين الانقسامات المتعمقة بين إسرائيل ودول الخليج، في حين كان هناك خلال الفترة الأولى توافق عام بين هؤلاء الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة. على حد تعبير الدبلوماسي الأمريكي الأسبق في اليمن.

فشل المجتمع الدولي في اليمن

أما الباحثة ندوى الدوسري فاعتبرت أن سيطرة الحوثيين على أجزاء من اليمن جزئيا، هو نتيجة مباشرة لاستجابة المجتمع الدولي، والتي كانت تفاعلية، معتمدة على استراتيجيات الاحتواء التي فشلت في تحقيق النتائج.

وقالت "لم تتمكن الدبلوماسية وحدها من محاسبة الحوثيين على أفعالهم العنيفة، مما يشير إلى الضعف الذي استغله الحوثيون مرارا وتكرارا لتعزيز سيطرتهم. كما فشلت الضربات الجوية التي شنتها أمريكا وبريطانيا ضد أهداف الحوثيين، واستمرت الجماعة في تصعيد هجماتها".

ولفتت الدوسري، بأن الحوثيون أظهروا باستمرار قدرتهم على استخدام المفاوضات كآلية للمماطلة والعنف كوسيلة لانتزاع التنازلات من الحكومة اليمنية والسعوديين والمجتمع الدولي. وقد سمح هذا النمط، الذي كان واضحًا منذ بداية الحرب، للجماعة بتأمين مزايا تكتيكية.

كما تم تقويض خارطة الطريق التي أعلنتها الأمم المتحدة في ديسمبر 2023 من خلال تصرفات الحوثيين – بحسب الدوسري - بما في ذلك الهجمات غير المسبوقة على الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل. وقد أدت هذه الأعمال إلى ضربات انتقامية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل، مما زاد من تعقيد الصراع.

وأشارت إلى أن هجمات الحوثيين، تهدف ظاهريًا إلى الضغط على إسرائيل بشأن حرب غزة. لكن في الواقع، تعكس هذه الهجمات طموحات الحوثيين في ترسيخ أنفسهم كقوة إقليمية. فعلى المستوى الداخلي، أسسوا نظامًا استبداديًا ثيوقراطيًا يتسم بالقمع والتلقين المنهجي.

وكثفوا خلال العام الماضي من التجنيد، وأعلن الحوثيين أنهم جندوا 370 ألف مقاتل جديد، وفي صيف عام 2024 وحده، تخرج 1.1 مليون طفل من معسكرات التدريب الإيديولوجية الخاصة بهم، وهذا يؤكد التزامهم بعسكرة المجتمع.

وكيل إيران الأكثر قدرة

وعلى الصعيد الخارجي، يبرز الحوثيون باعتبارهم الوكيل الإقليمي الأكثر قدرة لإيران، وخاصة في ضوء انهيار نظام الأسد في سوريا والضعف الشديد لحزب الله في لبنان. وقدراتهم العسكرية المتنامية، بما في ذلك الأسلحة المتقدمة التي تزودهم بها إيران، تمكنهم من تهديد الشحن الدولي. وفقا للدوسري.

كما أن الحوثيين يعملون على إنشاء "محور التعطيل" الخاص بهم – بحسب الدوسري - وتشكيل تحالفات مع جماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وحركة الشباب في الصومال، وتنظيم الدولة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعاون الناشئ مع روسيا، بما في ذلك تجنيد المقاتلين لأوكرانيا ودعم الهجمات في البحر الأحمر، يسلط الضوء بشكل أكبر على اتصالاتهم العالمية المتوسعة.

وبحسب الباحثة الدوسري، فإن هذا لا يضع الحوثيين في موقف التهديد المحلي فحسب، بل كقوة مزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة الأوسع، مما يقوض المصالح الغربية ويصدر نموذجهم الثوري. مشيرة "أن عمى المجتمع الدولي عن هذه الحقائق شجع الحوثيين منذ 2014 وما زال يفعل ذلك إلى اليوم، مما يسمح لهم بإعادة تشكيل المشهد الإقليمي بما يتماشى مع طموحاتهم الإيديولوجية".

وللتعامل مع تعقيدات الصراع في اليمن يتعين على المجتمع الدولي، والآن إدارة ترامب القادمة، أن يتعلموا من أخطاء الماضي – وفق الدوسري- التي قالت "فلقد كان صعود الحوثيين إلى السلطة مدفوعًا باستراتيجيات قصيرة الأجل وتفاعلية فشلت في معالجة طموحات الجماعة الأوسع نطاقًا".

واختمت بالقول "بأن هذه اللحظة تقدم فرصة للولايات المتحدة لتبني نهج استراتيجي تقدمي يعطي الأولوية للحلول طويلة الأجل على حساب إدارة الأزمات".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى