أخبار إيجاز

كيف يرى وزير خارجية إدارة ترامب "روبيو" سياسية واشنطن تجاة الحوثيين في اليمن؟

كيف يرى وزير خارجية إدارة ترامب "روبيو" سياسية واشنطن تجاة الحوثيين في اليمن؟

اليمن -

تعد الحرب في اليمن، والتهديدات التي يشكلها الحوثيون في البحر الأحمر إحدى أهم الملفات المتداولة على طاولة الإدارة الأمريكية الجديدة بعد إعلان فوز دونالد ترامب، وأثارت كثير من التحليلات الأمريكية عدد من السيناريوهات المتوقعة خلال الأسابيع الماضية.

لكن ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، السيناتور ماركو روبيو لوزارة الخارجية، يكشف جزءا من طبيعة السياسة التي يمكن أن يتبعها الجمهوريون في القضايا الخارجية، ومنها ملف اليمن عندما تبدأ إدارة ترامب مهامها في يناير المقبل.

ورصد "يمن شباب نت" مواقف وزير الخارجية المقبل بشأن اليمن والتعامل مع الحوثيين خلال الأشهر الماضية حيث كان عضوا فاعل في مجلس الشيوخ الأمريكي، وتمثل مناصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي أدواراً مركزية في الإدارة الأمريكية لتشكيل وتنفيذ السياسة الخارجية.

من هو روبيو؟

في 14 نوفمبر عيّن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، رسميا ماركو روبيو وزيرا للخارجية الأمريكية، المولود عام 1971، والذي فاز بإعادة انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي لولاية ثالثة في العام 2022 عن ولاية فلوريدا.

رغن إعلان ترامب ترشيحه، لكن لا يزال يتعين تأكيد تعيين روبيو من قبل مجلس الشيوخ، والذي كان عضواً في لجنة الخارجية بالمجلس يُعرف بشكل خاص بمواقفه المناهضة لإيران ودعا مراراً إلى زيادة العقوبات على إيران. وهذا ما انعكس على مواقفه المتشددة تجاه الحوثيين في اليمن.

ويعتبر ترشيح ترامب لعضو الكونغرس المتشدد ذي الأصول الكوبية تحولا كبيرا في العلاقة بين الرجلين. ففي عام 2016، تنافسا على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وحينها وصف روبيو ترامب بأنه "محتال" و"الشخص الأكثر ابتذالا الذي طمح للرئاسة".

وزير خارجية ترامب والتشدد ضد الحوثيين

وزير الخارجية الجديد "روبيو" يعرف بمواقفه الصارمة تجاه الحوثيين ونقده اللاذع لسياسة بايدن تجاه اليمن، ومع توليه المنصب الدبلوماسي الأرفع تثار تساؤلات كثيرة بشأن طبيعة السياسة الأمريكية المقبلة تجاه الجماعة وهجماتها في البحر الأحمر وخصوصاً مع تبنيه آراء متشددة بشأن إيران، راعي الجماعة الأبرز، إضافة لكونه مؤيدا كبيرا لإسرائيل.

وانتقد "روبيو" بشدة نهج الرئيس بايدن تجاه المتمردين الحوثيين في اليمن، ووصفه بأنه "خاطئ" وجادل بأنه أضر بالمصالح الأمريكية. حيث يزعم روبيو، الذي يخدم أيضًا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن سياسات بايدن شجعت الجماعة المدعومة من إيران، مما أدى إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة وتداعيات اقتصادية على الولايات المتحدة.

وفي مقال نُشر على موقع ناشيونال ريفيو، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، انتقد إنهاء بايدن دعم العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين. وقال "أن قرار بايدن بشطب الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية رفع فعليًا القيود المفروضة على وصولهم إلى التمويل والأسلحة والدعم الدولي".

ورأى روبيو – في المقال - أن هذه التنازلات، التي كانت تهدف إلى تشجيع الحوثيين على التفاوض، أتت بنتائج عكسية. فبدلاً من نزع السلاح، سيطر الحوثيون على مراكز سكانية رئيسية في اليمن، شنوا هجمات على أبو ظبي، واستمروا في إرهاب المدنيين -على حد تعبيره.

وسلط روبيو الضوء على التأثير الكبير لهجمات الحوثيين على الشحن العالمي في البحر الأحمر، الذي يمر عبره 30% من حركة الحاويات العالمية. وأشار إلى، ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 235% منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023. وحذر من أن تعطيل سلاسل التوريد العالمية يؤثر بشكل مباشر على المستهلكين الأمريكيين.

وكان السيناتور روبيو صوت في 14 ديسمبر/ كانون أول 2018 ضد إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، حيث تعرض حينها لبعض الانتقادات التي اعتبرت أن ذلك يتناقض مع كونه" بطل حقوق الإنسان"، كما وصف تقرير لمجلة نيوزويك آنذاك، مع تسبب الصراع في مجاعة واسعة النطاق وتفشي وباء الكوليرا.

استهداف قيادات الحوثيين

ومع فوز ترامب بالرئاسة تصاعدت الاراء التي تطالب إدارته باستهداف قيادات الحوثيين في اليمن، حيث بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في منتصف يناير 2024 شن هجمات في اليمن تستهدف قدرات الحوثيين وردا على هجماتهم في البحر الأحمر، لكنها ذات جدوى بعد مرور أكثر من عام.

وبرز السيناتور "روبيو" من أبرز من انتقدوا عدم موافقة إدارة بايدن على توجيه ضربات ضد قادة الحوثيين وعدم جدوى الضربات الحالية. وقال "إن الإدارة وافقت فقط على توجيه ضربات إلى مستودعات فارغة و"مواقع إطلاق طائرات بدون طيار"، والتي يصفها بأنها أراض فارغة في الأساس.

وأعتبر "رويبو" أن رفض بايدن تسليح الحلفاء الراغبين في محاربة الحوثيين خطأ، ويرى أن هذا الخيار أفضل من نشر السفن البحرية الأميركية في البحر الأحمر في الوقت التي تحتاج واشنطن لتلك السفن في مناطق أخرى.

ورأى روبيو أن سياسات بايدن، المصممة لتجنب "التصعيد"، كان لها تأثير معاكس. ويحذر من أن السماح للحوثيين بمهاجمة الأميركيين وتعطيل الاقتصاد العالمي دون عقاب، يشجع على المزيد من العدوان. وفي تغريدة له سابقاً على منصة إكس، كتب روبيو قائلاً "إذا هاجم الحوثيون المدعومون من إيران، الأمريكيين، فلابد أن نرد لحماية مصالحنا".

الحوثيون جماعة إرهابية

ومطلع نوفمبر 2024، اشترك السيناتور الجمهوري روبيو مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جاكي روزن في رسالة إلى إدارة بايدن يطلبان منها تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. وقالو إن المنظمة المدعومة من إيران تواصل تصعيد الهجمات في الشرق الأوسط وأن فرض التصنيف على الجماعة المتمركزة في اليمن من شأنه أن يفرض عليها تكاليف باهظة.

وكتب عضوا مجلس الشيوخ: "منذ إلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية بشكل خاطئ في عام 2021، صعّد الحوثيون، بدعم من النظام الإيراني، جهودهم لزعزعة استقرار الشرق الأوسط".

وأضافا "إن إعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية من شأنه أن يجعل الأفراد أو الكيانات التي تقدم الدعم المادي للجماعة عرضة للملاحقة الجنائية، واعتبارهم إرهابيين من الدرجة الثالثة".

وتقول الرسالة "لذلك نحثكم على استعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية على الفور، مما سيمكن الولايات المتحدة من استهداف أصول الجماعة ودعمها المالي بشكل أفضل ومحاسبة الجماعة على ارتكاب" الإرهاب" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وشركائنا وحلفائنا في جميع أنحاء المنطقة".

وكانت إدارة ترامب أعلنت تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية مدرجة على القوائم السوداء لواشنطن في أواخر ولايته الانتخابية الأولى، وتم الغاؤه مضمن سلسلة من التراجعات التي قادتها إدارة بايدن.

وفي 17 يناير الماضي أعلنت واشنطن تصنيف الحوثيين، كمنظمة إرهابية عالمية مدرجة بشكل خاص، ودخل حيز التنفيذ في 16 فبراير/ شباط الماضي، وجاء هذا التصنيف بسبب الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.

نهج متشدد تجاه إيران وحلفائها الحوثيون 

ويشير اختيار الرئيس دونالد ترامب للسيناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية إلى أنه سيتبع مرة أخرى نهج المواجهة مع إيران في ولايته الثانية. حيث ينتمي "روبيو" إلى المؤسسة الجمهورية التي دفعت منذ فترة طويلة نحو اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه طهران ووكلائها الإقليميين. وفق تحليل موقع المونيتور الأمريكي.

كما أيد حملة "الضغط الأقصى" التي شنها ترامب من خلال فرض العقوبات الاقتصادية، والتي فشلت في إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات كما كان مقصودًا، لكنها نجحت في شل اقتصادها المعتمد على النفط. وفي وقت سابق من هذا العام، رعى روبيو تشريعًا ثنائي الحزبية من شأنه أن يفرض عقوبات على الموانئ والمصافي الأجنبية التي تعالج النفط الإيراني.

وبشكل عام، اعتبر تحليل لوكالة الأسوشيتد برس أن اختيارات ترامب واصلت نمطًا يتمثل في تزويد وزارته بأولئك الذين يعتقد أنه يستطيع الوثوق بهم لتنفيذ أجندته بدلاً من المسؤولين المخضرمين ذوي الخبرة في مجالاتهم.

وبالعودة إلى مقاله في الناشيونال ريفيو، يدعو ماركو روبيو إلى العودة لسياسات إدارة ترامب، التي يعتقد أنها أبقت الحوثيين تحت السيطرة. وتشمل هذه السياسات دعم عمليات مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الحلفاء (التحالف الذي تقوده السعودية)، وممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران، وتحديد خطوط حمراء واضحة فيما يتعلق بسلامة الأميركيين.

في نهاية المطاف، بوصفه سيناتورا بمجلس الشيوخ، لطالما طالب "روبيو" من إدارة بايدن بتصحيح المسار وفرض تكلفة كبيرة على الحوثيين، وتكرر إصراره على ربط ذلك بمصالح حيوية للأميركيين، فهل يعني توليه المنصب الدبلوماسي الأهم للولايات المتحدة الأمريكية والأكثر نفوذا على مسرح المواقف الدولية بداية لتنفيذ ما يراه "تصحيحا ضروريا" لنهج واشنطن تجاه الحوثيين في اليمن؟

المصدر: يمن شباب نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى