مقاتلة "إف-35 سي" الأميركية تنفذ أولى ضرباتها القتالية من حاملة الطائرات أبراهام لينكولن في اليمن
مقاتلة "إف-35 سي" الأميركية تنفذ أولى ضرباتها القتالية من حاملة الطائرات أبراهام لينكولن في اليمن
اليمن -
أكدت البحرية الأمريكية إنجازًا مهمًا في مجال الطيران البحري، حيث أعلنت أن طائرات مشاة البحرية من طراز الصاعقة F-35C II، التي يديرها سرب مقاتلات مشاة البحرية 314، نفذت أولى ضرباتها الجوية القتالية من حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن (CVN 72).
حيث استهدفت الضربات، التي نُفذت في 9 و10 نوفمبر 2024، قوات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن وشكلت نشرًا مهمًا لطائرة F-35C التي تعمل على حاملة الطائرات في عائلة مقاتلات الشبح F-35.
ونفذت مجموعة VMFA-314، المعروفة باسم "الفرسان السود" والتي تعمل كجزء من الجناح الجوي لحاملة الطائرات (CVW) 9 على متن حاملة الطائرات من فئة نيميتز، ضربات دقيقة على مرافق تخزين الأسلحة الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقد استخدمت هذه المرافق لتخزين الأسلحة التقليدية، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن، التي استخدمها الحوثيون لاستهداف السفن الأمريكية والدولية التي تبحر في طرق الشحن الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وكانت العملية بمثابة جهد محوري لتقليص قدرة الحوثيين على تعطيل حركة الملاحة البحرية وضمان أمن المياه الدولية.
وتعد طائرة F-35C Lightning II، المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات العملياتية للبحرية الأمريكية، أول مقاتلة شبحية قادرة على حمل حاملات الطائرات تدخل الخدمة.
وباعتبارها النسخة البحرية لبرنامج Joint Strike Fighter، تتميز طائرة F-35C بأجنحة أكبر ومعدات هبوط قوية وخطاف مانع مصمم للتعامل مع المتطلبات الفريدة للإقلاع والهبوط على حاملات الطائرات.
وبفضل أجنحتها القابلة للطي لتسهيل التخزين على متن السفن، تعمل طائرة F-35C على زيادة مساحة سطح حاملات الطائرات، وهو عامل حاسم للعمليات البحرية.
كما تعمل أجنحتها الأطول، مقارنة بنسختي F-35A وF-35B، على تحسين المدى والقدرة على المناورة، وهو أمر بالغ الأهمية في المهام التي تتطلب مدىً ممتدًا فوق البيئات البحرية والساحلية.
وبالإضافة إلى التحسينات الهيكلية، تدمج الطائرة إف-35 سي إلكترونيات طيران متقدمة وأجهزة استشعار وتكنولوجيا التخفي، مما يمكنها من أداء مهام مختلفة، بما في ذلك الضربات الجوية والتفوق الجوي والاستطلاع والحرب الإلكترونية.
وتسمح هذه القدرات للطائرة بالتهرب من أنظمة الرادار المتطورة وجمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي وضرب أهداف عالية القيمة بدقة، مما يجعلها أصلًا لا غنى عنه في البيئات المتنازع عليها.
وتعزز قدرة الطائرة على الارتباط بسلاسة مع الأصول الأخرى في مجموعة حاملة الطائرات من الوعي الظرفي والقدرة القاتلة للأسطول بأكمله.
وتعكس الضربات الجوية الأخيرة دمج مجموعة VMFA-314 في عمليات مجموعة حاملة الطائرات، مما يدل على جاهزيتها والنضج العملياتي لمنصة F-35C. كما تؤكد الضربات على الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر وخليج عدن، اللذين يعملان كممرات حيوية للتجارة العالمية.
وقد استخدمت قوات الحوثيين المدعومة من إيران بشكل متزايد أسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار، لتهديد ممرات الشحن هذه، مما أدى إلى تصعيد التوترات الإقليمية.
ومن خلال استهداف مرافق تخزين الأسلحة التابعة للحوثيين، يهدف الجيش الأمريكي إلى ردع المزيد من العدوان وضمان التدفق الحر للتجارة عبر هذه الممرات المائية الحيوية.
إن نشر طائرة إف-35 سيعلى متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن يسلط الضوء على قدرة الجيش الأمريكي على إظهار القوة والاستجابة السريعة للتهديدات الناشئة.
وباعتبارها السرب الوحيد في مشاة البحرية الذي يستخدم حاليًا طائرة إف-35 سي، فقد أثبتت مجموعة VMFA-314قدرتها على التكامل مع أجنحة حاملات الطائرات التابعة للبحرية، مما يؤكد على تنوع وفعالية هذه الطائرة المتقدمة في حماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وتمثل هذه المهمة، التي تمثل أول استخدام قتالي لطائرة F-35C من قبل قوات مشاة البحرية، التآزر بين التكنولوجيا المتطورة والتنفيذ التكتيكي، مما يؤكد دور البحرية الأمريكية وسلاح مشاة البحرية باعتبارهما قائدين عالميين في الأمن البحري وإبراز القوة.