صحيفة روسية: دعم موسكو للحوثيين" انتحار دبلوماسي"
صحيفة روسية: دعم موسكو للحوثيين" انتحار دبلوماسي"
موسكو -
وصفت صحيفة "موسكو تايمز الروسية دعم روسيا للحوثيين بأنه" انتحار دبلوماسي"، معتبرة أن الحوثيين ــ المنظمة الإرهابية المحظورة من قبل الولايات المتحدة ــ لا يقدمون أي اقتراح له قيمة حقيقية لموسكو.
في 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، خففت إدارة بايدن عقوبة السجن لمدة 25 عامًا بحق تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت لتأمين إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر المعتقلة بتهمة حيازة المخدرات الملفقة.
ومع ذلك، بحسب مقال نشرته الصحيفة، تشير المعلومات الأخيرة التي تفيد بأنه على وشك التوسط في بيع أسلحة آلية بقيمة 10 ملايين دولار لحركة الحوثيين إلى عكس ذلك. ومن المسلم به أن بوت ربما لم يحصل على مباركة الرئيس فلاديمير بوتن لصفقاته بعد خروجه من السجن نظراً للتهديد المباشر الذي يشكله عملاؤه اليمنيون على حلفاء روسيا الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقالت الصحيفة إن التعاون الخفي بين الكرملين والحكومة اليمنية الفعلية ليس سوى أحدث مثال على عجزه عن التعامل مع الخصومات المعقدة التي تقسم الشرق الأوسط. فقد تم استدعاء المبعوث الروسي في طهران مرتين في العام الماضي بسبب تأييد موسكو للمطالبات الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة بثلاث جزر متنازع عليها في الخليج العربي. وغني عن القول إن تسليح الحوثيين وإعادة تأهيلهم هو لعبة جديدة تمامًا تهدد بتفجير تحالف روسيا مع مجلس التعاون الخليجي.
ويشير نمط الانتظار السعودي فيما يتعلق بانضمام المملكة إلى مجموعة البريكس إلى جانب عدم حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة كازان الأسبوع الماضي إلى ظهور خطوط الصدع بالفعل.
وبحسب الصحيفة، كانت العلاقات السعودية الروسية في عهد إدارة بايدن في حالة من النشاط الزائد. فقد تواطأت الدولتان الثقليتان في أوبك+ في ديسمبر 2022 لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا ورفع أسعار الخام في تحدٍ لرغبات واشنطن.
كما هددت الرياض ببيع حيازاتها من الديون الأوروبية إذا مضت مجموعة السبع قدمًا في خططها للاستيلاء على 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة بينما استثمرت شركة الاستثمار السعودية المملكة القابضة أكثر من 500 مليون دولار في غازبروم وروسنفت ولوك أويل عندما بدأ الصراع في أوكرانيا.
ومع ذلك، فإن قرار روسيا بتزويد الحوثيين ببيانات الأقمار الصناعية مع احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب قد يقلب هذه الشراكة المزدهرة رأسًا على عقب.
وباعتبارهما من الموقعين على اتفاقيات إبراهام وكونهما يستضيفان قاعدة الظفرة الجوية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية على التوالي، فإن الإمارات العربية المتحدة والبحرين ستعتبران هدفًا مشروعًا لجنود الجمهورية الإسلامية إذا خرجت الحرب الخفية بين إسرائيل وإيران عن السيطرة.
وبينما رسم البحرينيون هدفًا أكثر جرأة على ظهورهم من خلال الموافقة على أن يكونوا جزءًا من عملية حارس الرخاء ، فإن روسيا لديها الكثير لتخسره إذا نشأ عدم الاستقرار في الإمارات.
فإلى جانب تضاعف التجارة الثنائية إلى 7 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، وضعت دبي نفسها كمركز ترحيبي "للأوليغارشيين الخاضعين للعقوبات الذين لم يعد مرحبًا بهم في العواصم الغربية القديمة وكذلك الروس ذوي الياقات البيضاء الذين يعملون لدى الشركات المتعددة الجنسيات".
وعلى الرغم من استمرار دول مجلس التعاون الخليجي في الاستعداد للاستثمار في روسيا، وتسهيل التبادلات من خلال الإعفاءات المتبادلة من تأشيرات الدخول ، وإرسال وفود رفيعة المستوى إلى الأحداث السنوية الرائدة مثل المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ، يبدو بوتن مستعدًا للتضحية بعلاقة مربحة مع الدول العربية المعتدلة على مذبح دفن السلام الأمريكي.