أخبار إيجاز

الحوثيون يستعرضون بصاروخ مضاد للسفن أمريكي.. كيف حصلوا عليه؟

الحوثيون يستعرضون بصاروخ مضاد للسفن أمريكي.. كيف حصلوا عليه؟

صنعاء-

أفادت صحيفة أمريكية، أن الحوثيين أظهروا صاروخ مضاد للسفن (طوربيد) مألوف المظهر وقد يكون جزء من التكنولوجيا الأمريكية التي تم الاستيلاء عليها. وناقشت مع محللين كيف حصل الحوثيين على هذا السلاح.

وأكدت صحيفة "بيزنس إنسايدر" «business inside» - في تقرير "أن لدى المتمردين الحوثيين في اليمن طوربيد (صاروخ مضاد للسفن) جديد ليستعرضوه - ويبدو مألوفًا". ونشر الحوثيين يومي الأحد والاثنين مقاطع فيديو تروج فيها لسلاحها الجديد الذي أطلق عليه اسم "القارعة".

لا تشتهر جماعة الحوثي بجرأتها التقنية، وقد رأى الخبراء الذين قاموا بتقييم الفيديو أصداء لأسلحة أميركية تم الاستيلاء عليها، ودرون مسير تابع للبحرية تم الاستيلاء عليه بكامله في عام 2018. وفق الصحيفة.

وقالت الصحيفة، من المستحيل أن نقول كيف حدثت الكارثة دون تقييمها بالتفصيل. ولكن هذا من شأنه أن يتوافق مع أمثلة أخرى من المعدات الأميركية التي تم إدخالها في ترسانات أعدائها بطريقة عكسية، وخاصة تلك المرتبطة بإيران.

وقال مارتن كيلي من شركة الاستشارات البريطانية EOS Risk Group إن الطوربيد قد يكون مشتقًا من درونز بحري أمريكي مسير من طراز REMUS 600 فقد في عام 2018.

تطوير من قبل إيران

ويبدو أن اللقطات التي أصدرتها الجماعة في الوقت الذي فقدت فيه الطائرة بدون طيار تظهر عملية الاستيلاء عليها، حيث لا تزال أسماء شركات الدفاع الغربية مرئية على جسمها. بحسب الصحيفة.

وأظهر مقطع فيديو غير مؤرخ نشرته قوات الحوثيين في عام 2018 ما يبدو أنه طائرة أمريكية من طراز ريموس 600.

وبحسب كيلي، كان بإمكان العلماء الإيرانيين تحويل عينة استولوا عليها إلى "مخطط" للسلاح المحلي الذي شوهد هذا الأسبوع.

وقال كيلي لـ«بيزنس إنسايدر»: «من المحتمل أن تكون إيران قد قامت بهندسة عكسية للطائرة ريموس 600 وأرسلت الأجزاء إلى الحوثيين من أجل تصنيعها».

ووفق الصحيفة، تقدم إيران دعما أمنيا كبيرا للحوثيين، مثل الأسلحة والتدريب والدعم الاستخباراتي، بل إنها المزود الرئيسي لهم، مما سمح لهم بضرب أهداف برية وبحرية.

وتوصل محمد الباشا، وهو محلل أمني متخصص في شؤون الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة، إلى نتيجة مماثلة. وقال "إن إيران لديها تاريخ في الهندسة العكسية للتكنولوجيا الأمريكية التي تم الاستيلاء عليها" واستشهد بصاروخ طوفان، المشتق من نظام BGM-71 TOW الأمريكي ونظام الدفاع الجوي 'مرصاد 'من نظام MIM-23 Hawk الأمريكي.

ومن الأمثلة المهمة الأخرى طائرة بدون طيار من طراز "شاهد"، وهي مشتقة من طائرة "آر كيو-170 سنتينال" الأميركية. وقد استخدمت روسيا طائرات "شاهد" على نطاق واسع في غزوها لأوكرانيا، وهو ثمار تحالفها مع طهران.

ولعبت الأسلحة التي قدمتها إيران دوراً كبيراً في الهجمات الحوثية الأخيرة على البحر الأحمر. وفي يوليو/ تموز الماضي، قدرت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية أن الحوثيين استخدموا أسلحة قدمتها إيران في أكثر من 100 هجوم.

وقالت إن الولايات المتحدة وحلفاءها اعترضوا ما لا يقل عن 20 سفينة إيرانية بين عامي 2015 و2024 تحمل تكنولوجيا غير مشروعة مثل مكونات الصواريخ والطائرات بدون طيار وأسلحة أخرى متجهة إلى الحوثيين.

ولم يتفق الخبراء على تقييم موحد للدرونز المسير. ويرى فرزان ثابت، الباحث المشارك البارز في معهد جنيف للدراسات العليا، أن هناك احتمالا مختلفا لأصل هذه الظاهرة.

وقال لصحيفة بيزنس إنسايدر إن الطوربيد يشبه النماذج التي تم عرضها في معرض للبحرية الإيرانية في طهران في ديسمبر 2023. وأضاف أن باقي مميزات الطوربيد لم تتطابق مع ريموس 600.

وقال أيضًا إنه من الممكن أن يكون صانعو الطوربيد الحوثي قد أخذوا بعض المؤشرات من درونز بحري دون إعادة تصميم وظائفه بالكامل. وأضاف أن الطوربيد الذي تم إطلاقه كان على الأرجح "أبسط بكثير" من أي طوربيد أمريكي من نوعه.

استغلال الثغرات الأمنية

ولم يتضح بعد ما هو الفارق الذي يمكن أن يحدثه طوربيد جديد بالنسبة للحوثيين.

وتستخدم الجماعة بالفعل مجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه، والطائرات البحرية بدون طيار، والصواريخ المضادة للسفن لاستهداف السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.

وتأتي هذه الضربات في إطار حملة للضغط على إسرائيل والغرب منذ بداية الحرب في غزة. وفي الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني ويونيو/حزيران، هاجم الحوثيون أو هددوا البحرية الأميركية وسفناً أخرى أكثر من 190 مرة، وفقاً للبنتاغون.

وقد أدت الهجمات إلى تعطيل الشحن العالمي، مما أضاف مخاطر إلى طريق محوري. وتضاعفت أسعار الشحن إلى ما يقرب من 4000 دولار للحاوية في يناير/ كانون الثاني، ثم قفزت إلى أكثر من 5900 دولار في يوليو/ تموز، وفقًا لشركة الاستشارات البحثية البحرية درويري.

وقد بلغت الأسعار حتى وقت كتابة هذه السطور حوالي 3095 دولاراً، مقارنة بمتوسط 1300 دولار للرحلة الواحدة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وفقاً لمؤشر درويري.

وحوّلت البحرية الأميركية والقوات البحرية المتحالفة معها موارد كبيرة لمواجهة الحوثيين وتعزيز الثقة في الطريق.

وقال المحلل الباشا إن الطوربيد يبدو صغيرا للغاية بحيث لا يمكنه أن تشكل مشكلة كبيرة لسفينة حربية أميركية مدرعة ثقيلة. ومع ذلك، حتى طوربيد صغير يمكن أن يسبب الضرر إذا ضرب في الاتجاه الصحيح.

وقال إن "الضربة الموجهة بشكل جيد يمكن أن تتسبب في حدوث تسربات حرجة، أو تعطيل أنظمة أساسية، أو إضعاف قدرة السفينة على المناورة، مما يجبرها على الخروج عن العمل".

وتابع "ورغم أنه من غير المرجح أن تؤدي مثل هذه الهجمات إلى إغراق سفينة حربية، فإن هذه الهجمات قد تخرجها عن العمل مؤقتًا، مما يؤثر على عمليات الأسطول وعلى المعنويات كذلك".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى