السفير الحضرمي يطالب واشنطن بدعم الحكومة اليمنية عسكرياً لحسم معركتها مع الحوثيين
السفير الحضرمي يطالب واشنطن بدعم الحكومة اليمنية عسكرياً لحسم معركتها مع الحوثيين
طالب السفير اليمني لدى الولايات المتحدة الأمريكية، محمد الحضرمي، بدعم عسكري أمريكي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً يُساهم في تعزيز قدراتها العسكرية وحسم معركتها مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "واشنطن ديبلوماتية"، نشرتها أمس الجمعة، دعا خلالها الحضرمي الولايات المتحدة إلى تغيير سياستها في التعاطي مع الملف اليمني.
وقال الحضرمي في المقابلة التي ترجمها "يمن شباب نت": "ليس لدينا نحن اليمنيين ملايين الدولارات لإنفاقها على شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط لإيصال صوتنا إلى الكونجرس، لكننا بحاجة إلى أن يكون لنا صوت هناك".
وأضاف: "الكونغرس هو بوابتي إلى الإدارة فيما يتعلق بتغيير السياسة".
وأشارت الصحيفة إلى أن التغيير في السياسة الذي يريد السفير رؤيته هو أن تقدم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية للحكومة الائتلافية اليمنية، التي يقودها رشاد العليمي منذ عام 2022، وهي المساعدات التي تعتقد الصحيفة أن المشرعين الأمريكيين لديهم مخاوف من تقديمها "خشية وصولها إلى أيادي تنظيم القاعدة أو الحوثيين المدعومين من إيران".
وإذ تحدث السفير اليمني عن الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين، فقد شدد في مقابلته على ضرورة وجود دعم أمريكي للحكومة قائلاً: "يجب أن يكون للولايات المتحدة موقف، ويجب أن يكون لها وجود، وعليها أن تقلب الميزان... فيما يتعلق بمعركتنا ضد الحوثيين".
وذكرت الصحيفة أن السفير الحضرمي يأمل من عرض محنة بلادة أمام الكونغرس لإقناع الولايات المتحدة بمساعدة اليمن، وهي المهمة التي تقول الصحيفة لن تكون بالسهلة، لكنها أشارت إلى أن الحضرمي بإمكانه أن يصل إلى تحقيق أهداف عالية، مستشهدة بنجاحه في توقيع اتفاقية ثنائية مع واشنطن لمكافحة التجارة غير المشروعة بالآثار اليمنية.
وتضيف الصحيفة: بعد نجاحه في استعادة القطع الأثرية المسروقة، يركز الحضرمي على محاولة جعل البيت الأبيض يتولى دورًا أكبر في إنهاء الحرب في اليمن. هدفه هو بناء سلام دائم في بلد يعترف بأنه "ليس غريبا على الانقلابات والحروب".
وتتابع: "وقد نصح المسؤولين في إدارة بايدن في مناسبات عديدة بتحويل عبء المعركة ضد الحوثيين الذين يهاجمون الشحن الدولي في البحر الأحمر من القوات الأمريكية إلى القوات اليمنية، وتزويد اليمنيين بالموارد التي يحتاجونها لهزيمة الجماعة المتمردة المدعومة من إيران. التي تسيطر على أجزاء من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء".
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن المحاولات الأمريكية لتهدئة التوترات في المنطقة وتجنب المواجهة مع إيران هي السبب وراء تردد واشنطن الواضح في تبني اقتراحه، أجاب الحضرمي: "الولايات المتحدة تريد حقا مساعدتنا، الولايات المتحدة تريد حقا مساعدتنا". يريد أن يكون هناك شرق أوسط ينعم بالسلام".
وتابع: "ليس لدي أدنى شك في أنهم يريدون رؤية عودة الديمقراطية إلى اليمن. إنهم يدعمون حكومة وشعب اليمن. وأعتقد أن خوفهم من تصعيد الحرب في غزة وإضفاء الطابع الإقليمي عليها يقف في طريقهم للقيام بذلك".
وكان سفير اليمن في واشنطن محمد الحضرمي، قد دعا ـ في إحاطة قدمها مركز واشنطن للدراسات اليمنية في الكونجرس الأمريكي في الـ 22 من مارس الماضي حول تأثير تصنيف الحوثي على اليمن والبحر الأحمرـ الولايات المتحدة الأميركية إلى تصنيف أكثر صرامة لمليشيا الحوثي وتمكين ودعم الحكومة اليمنية بشكل مباشر وغير مباشر لمواجهة إرهابها وإضعاف قدراتها واستعادة الدولة.
واعتبر الحضرمي تصنيف الولايات المتحدة الذي دخل حيز التنفيذ منتصف فبراير الماضي، "متساهلاً للغاية وغير كاف"، مؤكداً أن هذا الخيار يأتي في ظل تسامح كبير من قبل القوى العالمية؛ مما يوفر للحوثيين طريقا سهلا للهروب من المساءلة.
وأكد الحاجة إلى ضغوط أقوى ونهج دولي أكثر صرامة مع مليشيا الحوثي من أجل الوصول إلى سلام حقيقي في اليمن.
وتشن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منذ نوفمبر الماضي، هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن شحن أثناء إبحارها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن قبالة سواحل اليمن، وتقول إنها نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأثرت تلك الهجمات سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية.
وعلى إثر ذلك شكلت الولايات المتحدة تحالفاً عسكرياً بقيادتها، وتنفذ منذ مطلع العام الجاري إلى جانب بريطانيا ضربات تقول إنها تستهدف القدرات العسكرية للحوثيين، رداً على هجماتهم ضد سفن الشحن، قابلها الحوثيون بهجمات على السفن البحرية الأمريكية والبريطانية باعتبارهم "أهدافاً عسكرية".