تسجيل حالتين وفاة و33 إصابة بالكوليرا في يريم والسكان يناشدون التدخل
تسجيل حالتين وفاة و33 إصابة بالكوليرا في يريم والسكان يناشدون التدخل
اجتاح وباء الكوليرا إحدى القرى الريفية بمحافظة إب، وسط البلاد، الأمر الذي سبب حالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين، في ظل غياب الجهات المختصة، وارتفاع أعداد الوفيات والمصابين.
وأكد سكان محليون لـ"يمن شباب نت"، أن وباء الكوليرا اجتاح قرية "سحمر" التابعة إداريا عزلة "بني مُسلم" وتبعد عن مركز المدينة بنحو 20 كيلو متر، ما أدى إلى وفاة شخصين، وإصابة أكثر من 33 آخرين، وسط ارتفاع أعداد المصابين بشكل مخيف.
وأشار السكان إلى أن هذه الاحصائية الأولية فقط للمصابين الذين تم نقلهم للعلاج في مستشفى المدينة، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنين، وعدم قدرتهم على السفر للمدينة لتلقّي العلاج، وهو ما يثير المخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا، في ظل غياب سلطة الأمر الواقع الحوثية.
وقال السكان، إن القرية يبلغ تعداد سكانها بنحو 5000 نسمة، وتعد واحدة من أكبر البلدات الريفية في المنطقة، مشيرين إلى أن الجهات الطبية رجّحت أن يكون سبب انتشار الوباء هو "تلوث المياه".
وتشهد المنطقة انعدام للمرافق الصحية، وهو ما يثقل كاهل المواطنين الذي وجدوا أنفسهم بين الوباء، وعدم قدرتهم على السفر إلى المدينة لتلقّي العلاج، مناشدين المنظمات بالتدخل العاجل لانقاذ السكان من هذا الوباء القاتل.
وفي وقت سابق، الخميس، أفادت وزارة الصحة والسكان، بتسجيل 155 حالة اشتباه جديدة بالإصابة بالكوليرا والإسهالات المائية في المناطق والمحافظات المحررة.
وأواخر أبريل المنصرم، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث، من تفشّي الكوليرا في أنحاء اليمن، مشيراً إلى الحاجة الماسّة لتمويل عاجل وموسّع لإغاثة ملايين الأشخاص في هذا البلد.
بدورها، قالت إيديم وسورنو مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن وباء الكوليرا عاود للظهور بطريقة مثيرة للقلق في اليمن، وتفشى بسرعة في مناطق سيطرة الحوثيين منذ مارس الفائت.
وأوضحت المسؤولة الأممية في إحاطة لمجلس الأمن، أن وباء الكوليرا ـ الذي كان أحد محورين ركزت في الحديث بشأنهماـ عاد للظهور بطريقة مثيرة للقلق منذ تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أن الاستجابة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أدت إلى إبطاء انتشاره.
وبالنسبة للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، قالت مسؤولة الأوتشا إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 11 ألف حالة إصابة و75 حالة وفاة مرتبطة بها، وأن المرض يتفشى بسرعة كبيرة منذ آذار / مارس.
ويشهد اليمن موجة تفشي جديدة للكوليرا وسط تحديات كبيرة تواجهها السلطات الصحية وشركاؤها المحليين والدوليين.
ويعود السبب الرئيسي لتفشي المرض إلى رفض مليشيا الحوثي تنفيذ حملات التطعيم في مناطق سيطرتها، إضافة إلى نظام الصحة العامة المنهك بفعل الحرب المستمرة منذ نحو عقد من الزمن، وانخفاض إمدادات اللقاحات العالمية ونقص الموارد المالية.
والكوليرا مرض معدٍ تسببه بكتيريا Vibrio cholerae المنقولة بالماء، وينتشر بسرعة بين السكان، وذلك في المقام الأول من خلال استهلاك المياه أو الطعام الملوث. ويظهر المرض على شكل إسهال لا يمكن السيطرة عليه، والذي إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى الجفاف الشديد أو حتى الموت.