مجتمع

كيف نتعامل مع أخبار الكوارث المفجعة

حتى نلتقط أنفاسنا من دوامة الأخبار السلبية، ينبغي لنا أولًا أن نقنن من تعرضنا لها ونطبق ما يُعرف بـ«حمية منصات التواصل».

منذ كنت طفلًا، كانت الأخبار المفجعة بشأن ما يحدث في فلسطين والعراق وغيرها من الدول تؤرقني جدًّا. فمع كل صورة لبكاء طفل، أو مقطع لعائلة تنام بلا غطاء، تصبح حالتي النفسية سيئة؛ مما يؤثر في حياتي اليومية وقدرتي على الدراسة أو العمل، أو حتى الاستمتاع بأبسط الأمور في يومي دون أحزان.

مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي، أصبحنا نتعرض لكم هائل من الأخبار المفجعة والمحزنة. بعضها قصص إنسانية تعرضت للظلم أو التعنيف ما كُنّا لندري عنها لو أنها وقعت قبل ظهور تويتر، وبعضها كوارث عالمية نجد أننا نعيش تفاصيلها وأحداثها رغم أنها حدثت في بقعة جغرافية تبدو بعيدة عنا، وقد لا تؤثر فينا مباشرة، مثل الزلزال الرهيب الذي ضرب تركيا وسوريا. تقول مارلين ديفونيش، معالجة نفسية قضت واحد وعشرين عامًا في مجال معالجة الصدمات النفسية: «إن لم تمنح دماغك فرصة لالتقاط الأنفاس من تداعي الأخبار السيئة، فهذا يعني أنك حرفيًّا تعطّل دماغك عن التفكير بشكل صحيح. التقاط النفس يساعدك على إعادة تنشيط دماغك، وتجاوز الخبر السيء إلى القدرة على التفكير بحل، والمساهمة بشكل إيجابي.»
وحتى نلتقط أنفاسنا من دوامة الأخبار السلبية، ينبغي لنا أولًا أن نقنن من تعرضنا لها ونطبق ما يُعرف بـ«حمية منصات التواصل». إذ تشير دراسات إلى وجود علاقة بين متابعة تفاصيل الأخبار وقت حدوث الأزمات، وبين سوء الصحة العقلية. ولا أعني هنا أن تتجاهل الأحداث ولا تكون مطّلعًا على الأخبار، لكن حدد نوع المحتوى الذي سوف تستهلكه ومدى شدته.

شخصيًّا، تجنبت مشاهدة أي مقطع مرئي أو صورة عن زلزال تركيا وسوريا، واكتفيت بالاستماع لتقرير واحد عمّا حدث، إضافة إلى ما تخبرني به زوجتي وزملائي في العمل. عدا الحزن، لعلَّ أصعب ردات فعلنا على الكوارث هو شعورنا الغامر بالعجز. وفي ذلك، تقول أوليفيا جيمس، مدربة مهارات الحياة:

زر الذهاب إلى الأعلى