التايم: واشنطن لاتملك نهاية للعبة في اليمن وبايدن سيواجه ضغوطاً لحل مشكلة الحوثيين
التايم: واشنطن لاتملك نهاية للعبة في اليمن وبايدن سيواجه ضغوطاً لحل مشكلة الحوثيين
قالت مجلة التايم TIME "بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك نهاية للعبة في اليمن" ولفتت "أن إدارة بايدن ستواجه ضغوطًا شديدة لإيجاد حل للمشكلة مع الحوثيين".
ووفق تحليل نشرته المجلة الأمريكية – ترجمة "يمن شباب نت" – "الوضع في البحر الأحمر مع الحربين في العراق وأفغانستان، من حيث عدم قدرة الولايات المتحدة على حله من خلال القوة العسكرية المحضة".
وأطلقت الولايات المتحدة تدخلاً عسكرياً جديداً طويل الأمد في الشرق الأوسط، حيث حذر مسؤولو وزارة الدفاع من أن خطط ضرب مواقع الحوثيين في اليمن لا نهاية لها. ومع ذلك، فإن هؤلاء المسؤولين أنفسهم يعترفون بأن الهجمات لن تنجح - وليس أقلهم الرئيس جو بايدن - مما يعكس، بحسب المجلة.
وأشار: "أن المشكلة الأكثر خطورة التي تواجه الولايات المتحدة، هي كيفية معالجة التحدي طويل الأمد الذي يشكله الحوثيون، حتى عندما تصل الأزمة في غزة إلى النهاية".
ومنذ اللحظة التي بدأ فيها الحوثيون استهداف السفن التجارية وإجبارهم على تحويل حركة الشحن حول البحر الأحمر، كان الرد العسكري الأمريكي محتملاً دائمًا. حيث يتعامل الممر المائي مع أكثر من 10% من حركة الشحن اليومية، وكان تعطيله من قبل جهة غير حكومية، والتي أعادت الولايات المتحدة تصنيفها مؤخرًا كمنظمة إرهابية عالمية، بمثابة إهانة غير مقبولة للتدفق الحر للتجارة الدولية.
ولهذا السبب، تفاجأ عدد قليل من المراقبين - بما في ذلك الحوثيون أنفسهم على الأرجح - عندما قصفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أهداف الحوثيين لأول مرة في اليمن في 11 يناير، واستمرت في القيام بذلك منذ ذلك الحين.
ولكن كما توقع العديد من المحللين، فإن هذه الضربات لم تفعل الكثير لردع الحوثيين. ففي الواقع، تبدو الجماعة أكثر جرأة. وفي الأسبوع الذي تلا الجولة الأولى من الضربات الأمريكية، تسارعت هجمات الحوثيين على الشحن الدولي. كما أصبحت أكثر نجاحًا، حيث ضرب الحوثيون ثلاث سفن في الفترة من 15 إلى 17 يناير/ كانون الثاني.
وبحسب التحليل، إلى جانب الضربات، كثفت الولايات المتحدة أيضًا جهودها لعزل الحوثيين عن راعيهم الإيراني من خلال اعتراض شحنات الأسلحة - على الرغم من أن إحدى هذه العمليات أدت إلى مقتل اثنين من القوات الخاصة البحرية. والآن تدرس الولايات المتحدة شن حملة أكثر استدامة حتى مع سهولة إخفاء أسلحة الحوثيين المفضلة - الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية - وإطلاق النار بسرعة.
ما هي نهاية اللعبة الأمريكية في اليمن؟
بحسب التحليل، من المرجح أن يخفف الحوثيون هجماتهم في حالة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. لكنهم على الأرجح لن يتوقفوا تمامًا. فلدى الحوثيين أسباب مختلفة لشن هجماتهم، أبعد من رغبتهم في إظهار التضامن مع غزة والضغط على إسرائيل، وتريد الجماعة أن تؤخذ على محمل الجد.
حيث يرافق استعراض القوة في البحر الأحمر عروض مبتهجة على وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات منتظمة من المتحدثين باسم الحوثيين الذين يريدون الاعتراف بهم كحكومة ذات سيادة في اليمن وقوة جديدة لا يستهان بها في المنطقة.
وأعتبر "أن رواية الحوثيين تكذب بعض السياقات المهمة، ففي حين أن المملكة العربية السعودية على وشك مغادرة الصراع المستمر منذ عقد من الزمن في اليمن، لم تنته الحرب الأهلية بعد".
ويسيطر الحوثيون على ما يقرب من نصف البلاد، لكنهم ما زالوا يواجهون حكومة يمنية مدعومة من الغرب إلى حد كبير، وإن كانت ضعيفة إلى حد ما في الجنوب. ويشكل الحوثيون القوة المهيمنة في البلاد، لكنهم ما زالوا يتنافسون مع الجماعات المسلحة الأخرى من أجل السيطرة. وهم يواجهون مجموعة من المشاكل الداخلية مثل المجاعة المستمرة والفقر المنتشر، الناجم عن اقتصاد اليمن المدمر وأسلوب الحكم الاستبدادي للحوثيين.
وفي الوقت نفسه، من المرجح أن الأحداث قد جرت كما توقعت إيران، راعية الحوثيين. فلسنوات، زودت طهران الحوثيين بأسلحة مضادة للسفن، وجهزت الجماعة لمضايقة الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومن المرجح ألا تضطر إيران إلى تخصيص المزيد من الأصول لمساعدتها في حالة تعرضها لهجوم. بالتالي فإن الحوثيين، القادرين والعازمين والمقاومين للضغوط، هم الوكيل المثالي الجديد لإيران.
في المُجمل، يصف تحليل المجلة الأمريكية الصورة "بالقاتمة" من وجهة نظر واشنطن. إذ ألزمت الولايات المتحدة نفسها بمحاربة عدو لا يمكن ردعه، ويتمتع بقدرات يكاد يكون من المستحيل تدميرها بالكامل، على جدول زمني بدون نقطة نهاية واضحة. وفي حين أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يساعد بالتأكيد، فإن الحوثيين تحركهم دوافع تنبع من مصالحهم الداخلية ومصالح راعيهم في طهران.
وتوقع التحليل أن تواجه إدارة بايدن ضغوطًا شديدة لإيجاد حل للمشكلة. حيث يعني غياب حل أنه يمكننا أن نتوقع المزيد من الضربات الجوية الأمريكية، إن لم يكن لسبب آخر سوى إظهار أن واشنطن تتخذ إجراءات، سواء أثمرت نتائج أم لا.