فلسطين قضية إنسانية وليست محطة للتعبئة الشعبية ضد الدول
13 يوما وغزة يتم طحنها، ولا أحد قادر على أن يقدم لها ماتستحقه ولا حتى ماتحتاجه.
الانتفاضة حررت غزة في 2005، وفرضت على إسرائيل تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية.
بعد 12 سنة من اتفاقية أوسلو التي قررت الحكم الذاتي للسلطة الوطنية الفلسطينية.
تحالف الإسرائيليون والإيرانيون معاً على تفتيت السلطة الوطنية وإضعاف "فتح" ومنع البرغوثي من إحيائها، اعتقلته إسرائيل وحولت إيران وحلفائها الدعم تجاه "الجهاد".
واليوم 13 يوم وغزة تسحق.
يسحق الإنسان الفلسطيني والعائلة الفلسطينية وهم زاد القضية وليست أسلحة إيران العبثية الوهمية التي لم ولن تحقق ردعاً، وهدفها استخدام العجز العربي من أجل مزيد من إسقاط الدول العربية وليس من أجل تقوية فلسطين.
في صراع إمبراطوري، فارسي أوروبي، لامكان فيه لا لفلسطين ولا للعرب.
تتحكم غرفة عمليات الحرس الثوري بأذرع إيران في اليمن والعراق ولبنان وللأسف أنها اخترقت حماس أيضاً، وتحرك صواريخها وطائراتها منزوعة المسئولية الشعبية تجاه فلسطين وتجاه العرب جميعاً.
حينما قال حسن نصر الله مابعد حيفا، لم يكن يقصد فلسطين بل يقصد بقية عواصم العالم العربي، يريدون مائة غزة في العالم العربي، تطحن جميعاً، فيما تتزايد خيوط القوة بيد طهران.
تتباهى غرفة العمليات الواحدة بقدرتها على استخدام الجماعات المسلحة ضد أوطانها، وهو ما يخدم إسرائيل وإيران معاً.
ضعف بغداد ودمشق وصنعاء ليس انتصاراً لفلسطين، بل لطهران.
إطلاق صاروخ في الهواء هنا أو هناك، لايصيب هدفاً إلا أنه يعطي المبرر تلو المبرر للتوحش الإسرائيلي لنهش المزيد من أكباد المجتمع الفلسطيني والعربي.
أقصفوا تل أبيب من طهران، حركوا الحرس الثوري من إيران.. حيث القوة الضاربة، ان كان هناك فعلاً قوة ضاربة.
وإلا فاتركوا العرب يديرون معركتهم وفق قدراتهم وأهدافهم، فمهما كان سوء العرب إلا أنهم لن يرسلوا الكبريت والقاز إلى فلسطين لتحترق وهم يتدفئون.
فلسطين قضية إنسانية، وليست محطة للتعبئة الشعبية ضد الدول في صراعات الاقطاب.