مقالات وآراء

‏الروح الإتكالية كارثة الشعب اليمني ..

الكل يكره الحوثيراني ويلعنه ويبغضه ويقول فيه مايقول وبكل انواع السخط والغضب والاحتقار لهذه الجماعة وقد اصبحت منبوذة من كل فئات الشعب ، ورغم قناعة ابناء اليمن بأنه لاخير لهذه الأمة إلا زوال هذا المشروع الكهنوتي الخبيث حتى يستقر اليمن وينعم بالخير ويستعيد عافيته ويلحق بركب دول العالم ، إلا أن كل واحد منهم متكل على الغير لتحريره وانقاذه وتقديم التضحية نيابة عنه وهو غير مستعد هو للتضحية بأي شكل من الاشكال !

الأغلب جالس فوق سريره ومقيل مجلسه ويتألم بصمت ويراقب بوجع ومنتظر من ينجده ويتحرك نيابة عنه ، ويلوم التحالف ليش ما حرره واتقذه ، بل ويرمي كل عجزه وفشله عليهم ، فمن هو جالس في صنعاء منتظر من في مارب والساحل الغربي او من خارج الوطن يجوا يحرروه ويحملهم مسؤولية التقصير والتأخير ويشكي الحال الذي وصل اليها بكل حرقة ، والذي في الخارج منتظر الذي في صنعاء يقوموها ثورة ويحرر ا صنعاء وهو يرجع وهي جاهزة مجهزة له ولأسرته !

مشكلتنا ان النخب السياسية والدينية والقبلية والاجتماعية والأكاديمية وكل سلطات الدولة واحزابها وحتى السلطات المحلية تتفرج وتتفلسف، وتتنظر الجيش يتحرك وهو معدوم الإمكانيات ويفتقد للغطاء السياسي والدعم اللوجستي والتسليح النوعي والقوة المعنوية وللاسف هناك من ينظر للمعارك انها معارك فيد وغنيمة لا معارك تضحية وفداء ، ونرجع نلوم العالم وامريكا والأمم المتحدة ليش باعونا لعدونا ؟

ولكني سأقول لكم ماقاله محمد محمود الزبيري :
"أيها اليمانيون.. استيقظوا وتنبّهوا واعرفوا عيوبكم وأخطاءكم، والعنوا هذه الروح الاتكالية، وحاربوها في أنفسكم وفي من تتصلون بهم ؛ فإنها من أهم أسباب الكارثة التي تحل بأمّتكم".
إن اليمن لن تسترد كرامتها وعزتها إلا يوم يوجد في بَنِيْها عشرات من المناضلين- على الأقل- يرضون بالجوع حتى الموت، وبالسجن حتى نهاية العمر، وبخراب البيوت حتى آخر حجر فيها، ويتقدمون إلى العمل الوطني على أساس النصر أو الموت".

انني احذر من النكوص عن التضحية". لأن هذا يعني "في نواميس الاجتماع الترحيب بالعبودية، وبكل ما تجرّه العبودية على صاحبها من ويلات". فيما "الإقدام على احتمال الأضرار في المعركة النبيلة يعتبر وقاية لصاحبه من أضرار أفدح تنزل به ذليلاً مضطهداً".

ونحن نقول لن تتحرر اليمن الا بكل ابنائها سواء ممن هم في الداخل أوالخارج ، سواء من كان في الجيش او خارجه، سواء من كان في الدولة او مواطن عادي ، لن تتحرر بلادنا الا اذا تحركت كل اليمن من اقصاها الى اقصاها بكل نخبها وبكل فئاتها ، لن تتحرر بالاتكال على الغير لا دول ولا جماعات ولا افراد او احزاب ، لن تتحرر إلا أذا تحركت الدولة بكافة اركانها وسلطاتها وسخرت كل امكانياتها لتحرير الوطن ..

افلا تعقلون ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى