أخبار إيجاز

استنفار حوثي غير مسبوق لفرض جبايات على القطاع الخاص والمواطنين تحت مزاعم دعم المولد النبوي

إيجاز .. تقرير خاص

إيجاز .. تقرير خاص
صعّدت مليشيا الحوثي الانقلابية، من هجمتها الواسعة على التجار والقطاع الخاص والمواطنين في مناطق سيطرتها، لجباية الأموال تحت مسمى دعم المولد النبوي.
وبشكل سنوي، تستغل المليشيات المناسبة الدينية الغالية على نفوس اليمنيين منذ القدم، بشكل بشع لممارسة الابتزاز، كما تقوم بأنفاق الأموال المنهوبة التي يفترض أن تذهب لرواتب الموظفين وتحسين ظروف المواطن، من أجل رعاية مهرجانات واحتفالات تبدأ قبل حلول الذكرى بأكثر من شهر.

وفي حين فرضت المليشيا على كبريات البيوت والمجموعات والشركات التجارية في مناطق سيطرتها التبرع بمبالغ ضخمة لصالح الاحتفال بـ«المولد النبوي، أفادت مصادر صحفية بأن المليشيا أجبرت مجموعة هائل سعيد أنعم على التبرع بأكثر من مليار ريال يمني (حوالي 1.9 مليون دولار) عن فروعها في صنعاء فقط، بينما تجبر بقية الفروع في المحافظات الأخرى على التبرع منفردة.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن مصادر مطلعة، قولها إن بقية المجموعات التجارية تواجه ضغوطا من أعلى مستويات قيادات الانقلاب للتبرع بمبالغ مقاربة للمبلغ الذي دفعته مجموعة هائل سعيد لصالح الاحتفال بـ"المولد النبوي".
جبايات بالقوة

لا يتوقف الابتزاز الحوثي تحت مسمى المولد النبوي على القطاع الخاص فحسب، بل يمتد إلى المواطن المنهك المحروم من أبسط الخدمات العامة والحقوق المشروعة وعلى رأسها المرتبات.

في أحد مساجد مديرية التحرير عقد عدد من القيادات الحوثية اجتماعاً لوضع خطة ميدانية من أجل جمع الجبايات التي سيتم فرضها بالقوة على المواطنين والتجار تحت شماعة "الاحتفال بالمولد النبوي -12 من ربيع الأول- والذي سيصادف يوم 27 سبتمبر القادم.
أوضحت المصادر، لموقع نيوز يمن، أن الاجتماع الذي عقد في مسجد التحرير حضرته قيادات بارزة بينهم المدعو عبدالوهاب شرف الدين، المعين من قبل ذراع إيران في منصب وكيل الأمانة المساعد، والقيادي عبداللطيف العمري، المعين في منصب وكيل أمانة العاصمة، والقيادي ناجي الشيعاني، المعين في منصب مدير المديرية. وضم أيضا العشرات من عقال الحارات والمشرفين الميدانيين والموالين لهم ممن يطلق عليهم "أعضاء الحشد الشعبي".
وتروج القيادات الحوثية بأن احتفالها بالمولد النبوي يعد نوعا من أنواع النصرة للنبي الأكرم في مواجهة أعدائهم؛ وأن التخلف في تمويل هذه الاحتفالات يعد تخلفا في التصدي لهجمات ومؤامرات الأعداء - بحسب تعبيرهم. وطالبت القيادات الحوثية عناصرهم الميدانية بضرورة تكثيف الحشد وجمع الأموال من الأحياء السكنية والحارات بما يليق بعظمة هذه الذكرى الدينية- وفقاً لمنظورهم.
وخلال الأيام الماضية كثفت القيادات الحوثية من عقد اجتماعاتها ولقاءاتها مع من تسميها بـ"لجان الحشد الشعبي" لأجل الاستعداد لبدء حملات جباية وفرض إتاوات على المواطنين والتجار في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتهم تحت غطاء "المشاركة في نصرة النبي وتمويل الاحتفال بالمولد النبوي".
وقالت المصادر الحقوقية والمحلية، إن اللجان الحوثية بدأت بإرسال الظروف الفارغة والإشعارات للتجار وأصحاب المحال التجارية من أجل المساهمة في احتفالات المولد النبوي الذي أصبح منفذاً رئيسياً لعمليات النهب والجباية. وطالبت الميليشيات الحوثية من قيادات المؤسسات الحكومية والإيرادية إرسال المبالغ المالية المقرة لصالح الاحتفال بالمولد النبوي، وتوريدها إلى حسابات قيادات حوثية في مكاتب البريد وبنوك أهلية، تحت غطاء دعم فعالية المولد النبوي.
وتستنزف الميليشيات الحوثية مليارات الريالات من إيرادات الدولة في سبيل إحياء مناسبات دينية وأخرى دخيلة على المجتمع؛ بالرغم من تدهور الوضع المعيشي ورفضها صرف المرتبات المنقطعة منذ 8 سنوات.
وكشفت وثائق سربها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صرف مبالغ مالية ضخمة للاحتفال بالمولد النبوي العام الماضي، وسط أنباء عن صرف أكثر من 65 مليار ريال لإحياء هذا اليوم في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى خاضعة لسيطرتهم.
ويقول أحد الموظفين المحرومين من مرتباتهم: إن الحوثيين ينفقون أموالاً طائلة في سبيل الاحتفال بالمولد النبوي من إيرادات الدولة التي كان من المفروض أن تصرف مرتبات للموظفين الذين يعيشون أوضاعا سيئة وصعبة.
وأضاف: لا أعرف بأي منظور يتم الاحتفال بالمولد النبوي بهذه المبالغ الضخمة والشعب يموت جوعاً؛ ومحروم من أبسط الخدمات التي تنقذ حياته.

سلطة جباية

النائب المناهض للانقلاب في برلمان صنعاء، أحمد سيف حاشد، وصف سلطة الحوثي بأنها "سلطة جباية" من الدرجة الأولى وتعتاش على افتراس ما بقي من مواطن ووطن، لافتاً إلى وجود فساد مهول لا يوجد من يردعه ولكن توجد إرادة سياسية ترعاه وتدعمه.
وكشف حاشد في تدوينة على حسابه في تويتر، عن جبايات وصفها بـ"الجشعة" تضمنتها اللائحة المالية في هيئة أراضي الدولة، موضحاً أن مجلس نواب صنعاء أقر قبل عام إيقاف العمل بهذه اللائحة ولكن لم يتم التنفيذ.
وتستمر مليشيا الحوثي الإرهابية، في فرض جبايات مضاعفة، على كل شيء قائم على الأرض، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لدعم الاحتفال بالمولد النبوي، بالمقابل ألزمت بتزيين كافة الشوارع والحارات، وبشكل إجباري.
وطبقاً لمصادر إعلامية، فإن مليشيا الحوثي فرضت جبايات مضاعفة على كل محل أو بناء قائم على الأرض، لدعم الاحتفال بالمولد، وتنهب من كل مالك منزل صغير مبلغ عشرين ألف ريال، فيما أصحاب المنازل المؤجرة تأخذ منهم أكثر من 100 ألف ريال، بالإضافة إلى نهب مئات الآلاف من الريالات على المؤسسات والشركات الخاصة.
كما تأخذ بالقوة على أصحاب المحلات مبالغ تتراوح ما بين خمسة آلاف وعشرين ألف ريال على المحلات الصغيرة، ومن أصحاب المحلات المتوسطة ما بين 30 إلى 50 ألف ريال، وما بين 50 إلى 100 ألف على التجار وغيرهم.
كما ألزمت أصحاب البسطات برفع أعلام خضراء أمام بسطاتهم، وألزمت أصحاب العربيات بطلاء عربياتهم، وألزمت عقال الحارات بتركيب الأقمشة المقطعة ذات اللون الأخضر في الشوارع وربطها من منزل لآخر، وطلاء جدران بارزة في حاراتهم باللون الأخضر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى