الإرياني يدعو الامم المتحدة لمراجعة سياساتها ويؤكد أن مليشيا الحوثي تقوم بصناعة وزراعة الالغام
استغرب وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، قيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بتسليم أجهزة ومعدات بقيمة 750 ألف دولار لمليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، تحت مُسمى دعم عمليات نزع الألغام في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، في تجاوز غير مقبول للحقائق على الأرض، واستخفاف واستهتار بأرواح وآلام عشرات الآلاف من ضحايا الألغام الحوثية.
وأوضح معمر الإرياني في تصريح صحفي، أن مليشيا الحوثي قامت منذ انقلابها العام 2014، بزراعة الالغام بكميات هي الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية في المدن والقرى والاحياء السكنية، ومنازل المواطنين والمدارس والمساجد والأسواق ومناطق الرعي والزراعة ومصادر المياه والمصالح العامة والخاصة والطرق الرئيسية والفرعية، بشكل عشوائي ودون تفريق بين مواقع عسكرية ومدنية.
وأشار الارياني الى ان مليشيا الحوثي قامت بتصنيع الألغام البحرية وزراعتها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لاستهداف السفن التجارية وناقلات النفط وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وسُجلت خلال الأعوام الماضية العشرات من حوادث اصطدام السفن التجارية وقوارب الصيد بالألغام البحرية، ومقتل وإصابة المئات من الصيادين.
وأضاف الارياني: ان البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام رصد سقوط أكثر من سبعة آلاف ضحية من المدنيين بين قتيل وجريح غالبيتهم نساء واطفال بسبب شبكة الألغام الحوثية، وتأكيد التقارير أن تلك الألغام لم تكن ضمن مخازن وعتاد الجيش اليمني قبل 2014، وانها صُنعت من قبل الحوثيين بإشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
ولفت الارياني الى ان مليشيا الحوثي لم تقم منذ انقلابها على الدولة بانتزاع لغم واحد، وظهرت قياداتها في وسائل الاعلام وهي تزور معامل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة في مدينة الحديدة، وتنظم العروض العسكرية والمعارض لما اسمته الصناعات الحربية لإبراز منتجاتها من صناعات الالغام البرية والبحرية.
ونوه الارياني الى الجهود التي بذلتها الحكومة الشرعية رغم شحة الامكانيات عبر البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام والفرق الهندسية العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، والمشروع السعودي “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، والتوعية بمخاطرها، وتقديم المساعدة للضحايا من خلال إجراء الجراحة التجميلية وتركيب الأطراف الصناعية وتوفير خدمات إعادة التأهيل.
وعبر الارياني عن اسفه لتوجه التمويل الذي تقدمه الدول الشقيقة والصديقة لبرامج الإغاثة في اليمن عبر الأمم المتحدة كمنح ومكافآت للمليشيا الحوثية نظير جرائمها بحق اليمنيين، فيما ملايين النازحين والجوعى والمحاصرين في محافظة تعز، الذين تمنع عنهم الإمدادات الغذائية، وعشرات آلاف من ضحايا الألغام الحوثية، بأمس الحاجة للدعم والرعاية الصحية.
وطالب الإرياني الامم المتحدة بإعادة النظر في سياساتها، مؤكدا أن مليشيا الحوثي هي وحدها من تقوم بصناعة وزراعة الالغام في اليمن، مذكرا بالجهود الحكومية عبر النجاحات التي حققها البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام والمشروع السعودي “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وتوجيه الدعم عبر هذه البرامج للقضاء على آفة الالغام.
ودعا الارياني المجتمع الدولي لممارسة الضغط على مليشيا الحوثي لوقف تصنيع الألغام وزراعتها، وتسليم خرائط شبكات الألغام التي زرعتها في المناطق المحررة ومناطق المواجهات، والتي تشكل خطراً مستداماً يهدد حياة الملايين من المدنيين، ويصيب الحياة العامة بالشلل ويعطل مصالح الناس ويفاقم معاناتهم، ويمثل عائقا أمام جهود التنمية، ويمتد بآثاره الكارثية ومخاطره لعشرات السنوات القادمة.