تقرير أميركي: إيران تعيد تموضعها في شرق أفريقيا دون التخلي عن الحوثيين
تقرير أميركي: إيران تعيد تموضعها في شرق أفريقيا دون التخلي عن الحوثيينؤ

اليمن -
أفاد تقرير تحليلي لموقع The Maritime Executive أن انسحاب إيران من البحر الأحمر لا يعني تخليها عن الحوثيين، رغم ما أشارت إليه تقارير سابقة حول قلة نشاط السفينة الإيرانية "نداجا" في المنطقة.
ووفقًا للتقرير الذي ترجمه "يمن شباب نت" فإن وجود مجموعتين هجوميتين أمريكيتين لحاملات الطائرات عبر باب المندب قد يكون السبب المحتمل وراء كسر إيران لوجودها البحري المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن منذ عام 2008.
ويُسلط هذا الغياب الضوء على إعادة نشر سفن التجسس الإيرانية مثل "زاغروس" و"بهشاد" و"سافيز" و"بهزاد"، والتي لعبت دورًا مهمًا في جمع المعلومات الاستخبارية ونشرها لحلفاء إيران الحوثيين.
ورجّح التقرير أن تكون هذه المصادفة وراء المزاعم الأخيرة حول تخلّي إيران عن الحوثيين، إلا أن وجودها في شرق أفريقيا يمنح التحالف الإيراني-الحوثي القدرة على الحفاظ على التهديدات في البحر الأحمر.
وفي الأشهر الأخيرة، خضع حشد القوات الإيرانية في الأراضي الخاضعة للقوات المسلحة السودانية للتدقيق، لا سيما بعد سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم في مارس/آذار.
وعلى الرغم من انسحاب "نداجا" من البحر الأحمر، تواصل السفن الإيرانية الرسو في بورتسودان انطلاقًا من بندر عباس. وكما دعمت إيران الحوثيين في اليمن، فقد ساعدت القوات المسلحة السودانية في بناء قواعد أنفاق ونشر أنظمة دفاع جوي ورادارات حديثة.
وأشار التقرير إلى أن إيران لم تزود الحوثيين بمثل هذه الأنظمة بعد، ربما نتيجةً لضعفهم أمام الضربات الأمريكية المُصرّح بها بموجب عمليتي "حارس الرخاء" و"الفارس الخشن". أما في السودان، حيث لا توجد سلطة للتدخل في الصراع، فيحتمل أن يندلع نزاع أوسع بين القوى الإقليمية والصين.
وأضاف أن الحوثيين رسّخوا وجودهم أيضًا على طول الساحل السوداني للبحر الأحمر، مدفوعين بأولويات متعددة للتوسع في أراضي شرق أفريقيا مثل السودان والصومال.
وقد أنشأ وجودهم مواقع متقدمة تتيح سهولة التنقل وقواعد انطلاق مستقبلية، كمظلة لشبكة مقاومة. وعززت المصالح المشتركة مع إيران هذا التواجد، بالاعتماد على شبكات تهريب نشأت في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأكد التقرير أن المصالح الإيرانية في شرق أفريقيا تتمحور حول مواجهة النفوذ الخليجي المتنامي، خاصة السعودية والإمارات. إذ تمنح شواطئ السودان طهران وحلفاءها وصولًا مباشرًا إلى ميناء ينبع، ما يسمح للسعودية بتجاوز مضيقي هرمز وباب المندب في طريقها نحو قناة السويس.
ووفقًا للتقرير، فإن قدرات الحوثيين في الطائرات المسيرة الجوية والبحرية أصبحت متوفرة الآن لنقاط انطلاق بديلة من السودان، قادرة على حماية مؤخرة الحوثيين في حال تعرضهم لغزو بحري، مع الاحتفاظ بقدرتهم على تهديد الملاحة الدولية في باب المندب.
وقد أطلقت الولايات المتحدة عملية "الفارس الخشن" على خلفية تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية. وعلى الرغم من أن الحوثيين لم يشنوا أي هجمات على السفن منذ السادس من ديسمبر/كانون الأول 2024، فإن الحملة الجوية الأمريكية التي استمرت شهرًا أضعفت قدرتهم على شن هجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ ضد السفن المدنية في باب المندب.
ويخلص التقرير إلى أن التحالف الإيراني-الحوثي يشكل تهديدًا مماثلًا من ساحل السودان، مستهدفًا أي قوات بحرية تقدم الدعم للقوات البرية المتجهة إلى ميناء الحديدة، مشيرًا إلى أن وعي الولايات المتحدة بالتهديد المحتمل من السودان قد يفسر استخدام قاعدة دييغو غارسيا لقاذفات B-2، وتمركز القوات البحرية الأمريكية شمال بورتسودان وفي محيط خليج عدن.