الجيش الأمريكي يستخدم صواريخ مضادة للإشعاع ضد الحوثيين.. ماذا تستهدف؟
الجيش الأمريكي يستخدم صواريخ مضادة للإشعاع ضد الحوثيين.. ماذا تستهدف؟

اليمن -
كشف موقع عسكري أمريكي، عن استخدام صواريخ مضادة للإشعاع ضد مواقع الحوثيين في اليمن، وأنواع الأهداف التي يتم استهدافها باستخدام هذه الصواريخ خلال العمليات العسكرية المستمرة منذ منتصف مارس الماضي.
ووفق موقع «War zone» المتخصص بالشؤون العسكرية، "ظهرت صور نادرة لطائرة هجومية إلكترونية من طراز بوينغ -18جي غرولير (EA-18G) تتضمن أربعة نماذج من صاروخ AGM-88E الموجه المتقدم المضاد للإشعاع (AARGM)، أو ربما صاروخ AGM-88 عالي السرعة المضاد للإشعاع (HARM) الأقدم، خلال العمليات الجارية ضد أهداف الحوثيين في اليمن".
واعتبر تقرير الموقع الأمريكي "ان تفاصيل الدفاعات الجوية الحوثية والرادارات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بها لا تزال غامضة، لكن الصور تؤكد التهديد المستمر الذي تشكله"
وأشار إلى أنه، يمكن استخدام الصاروخ الموجة المضاد للإشعاع (AARGM) ضد أهداف أخرى مختلفة، بما في ذلك الأهداف الأرضية غير المرتبطة بالدفاعات الجوية.
نُشرت الصور يوم الاثنين، على شكل فيديو نشرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على موقع إكس (تويتر سابقا)، يُظهر الفيديو طائرة بوينغ-18جي غرولير، التابعة لسرب الهجوم الإلكتروني (VAQ-144)، والتي تعد من الأسلحة الأساسية التي تُطلق من سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN 75). بالإضافة إلى الصواريخ الأربعة المضادة للإشعاع، تحمل الطائرة أيضًا صاروخين جو-جو متوسطي المدى من طراز AIM-120 (AMRAAMs) وثلاثة خزانات وقود خارجية سعة 480 جالونًا.
تُلاحظ طائرات "بيونيغ-18" بانتظام وهي تحمل زوجًا من الصواريخ المضادة للإشعاعات تحت أجنحتها، بما في ذلك في العمليات ضد الحوثيين، مع أن استخدام أربعة صواريخ أقل شيوعًا. وفي العادة، تُخصص المحطات الأخرى لوحدات التشويش المختلفة التي تحملها الطائرة.
ومع ذلك، لا تزال ذلك حمولة ثابتة، وإن كانت نادرة، لطائرات بوينغ -18 (EA-18G) و إف-18سوبر هورنت ((F/A-18E/F Super Hornet وحتى طائرة F/A-18C/D القديمة يمكنها حمل صواريخ مضادة للإشعاعات على محطاتها الخارجية تحت الأجنحة أيضًا.
ظهرت طائرات بوينغ-18، في عمليات ضد الحوثيين بحمولات أخرى مثيرة للاهتمام، حيث حملت صواريخ جو-جو موسعة بالإضافة إلى صواريخ AIM-120 AMRAAM، وهذه الأسلحة مصممة أساسًا لمواجهة طائرات الحوثيين المسيرة فوق البحر الأحمر وحوله.
في غضون ذلك، شوهدت طائرات "إف-18" المتمركزة على حاملات الطائرات وهي تحمل مجموعة واسعة من الذخائر جو-أرض خلال هذه العمليات، وتشمل هذه الذخائر سلاح المواجهة المشترك AGM-154 (JSOW ) وصاروخ الهجوم الأرضي AGM-84H - الاستجابة الموسعة، والمعروف باسم صاروخ كروز، والذي يطلق من مسافات بعيدة دون الحاجة إلى دخول منطقة الدفاع الجوي.
أما ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) الأكثر شيوعًا، فقد شوهدت أيضًا وهي تُجهّز طائرات سوبر هورنت التي تضرب أهدافًا في اليمن، وهي مُجهزة تحديدًا بأجسام قنابل "خارقة للتحصينات"، وفق الموقع الأمريكي.
ماهي الأهداف؟
السؤال الكبير الذي تثيره الصور الأخيرة هو ما هي أنواع الأهداف التي يتم استهدافها باستخدام هذه الصواريخ المضادة للإشعاعات.
ووفق التقرير "يُشغّل الحوثيون دفاعات جوية أرضية، ورغم أن أنواع الرادارات وأجهزة الاستشعار التي يستخدمونها لكشف الأهداف وتوجيهها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تُشكّل تهديدًا كبيرًا".
وقد ألحق الحوثيين خسائر فادحة بطائرات MQ-9 المُسيّرة، ففي الشهر الماضي، أفاد مسؤول عسكري أمريكي، أن الحوثيين أسقطوا 12 طائرة ريبر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. -ووفق التقرير- "استهدف الجيش الأمريكي رادارات الحوثيين، بما في ذلك رادارات مراقبة السواحل البحرية المستخدمة لاستهداف السفن".
في الوقت نفسه، يبرز مستوى التهديد الذي لا تزال تُشكله هذه الدفاعات الجوية مع وصول قاذفات الشبح بي-2 في العمليات الجارية، بالإضافة إلى استمرار استخدام ذخائر بعيدة المدى باهظة الثمن. وفق التقرير الذي رجح "أن هذه الصواريخ هي موجهة مضادة للطائرات (AARGMs)، وهي تطوير مباشر لصاروخ "هارم" القديم، مصمم أساسًا لتدمير الدفاعات الجوية".
ويمكن استخدام هذا لأغراض دفاعية لحماية الأصول الجوية الأخرى، أو تحديدًا لمهاجمة الدفاعات الجوية بشكل استباقي، ويمكن للصاروخ المضاد للإشعاع ((AARGM الوصول إلى أهداف على بُعد أكثر من 80 ميلًا، والوصول إلى سرعات تفوق ضعف سرعة الصوت بكثير.
مكونات الصواريخ المضادة للإشعاعات
ويختلف صاروخ AARGM الموجه والحديث، عن صاروخ HARM القديم -كلاهما مضادة للإشعاع - من نواحٍ عديدة، إذ يتميز بقدرته على إصابة رادار التهديد بدقة عالية حتى مع توقفه عن إصدار الإشعاع، وقد يُغلق مُشغّل نظام الدفاع الجوي للعدو راداره أثناء الهجوم.
لكن صاروخ AARGM سيظل قادرًا على ضربه بدقة متناهية، حتى لو كان جهاز الإرسال متحركًا وبدأ بالتحرك بعد إيقافه، يظل الصاروخ قادرًا على ضربه، مُوجّهًا بواسطة رادار الموجات المليمترية النشط، وفق الموقع العسكري الأمريكي.
وبفضل قدرته على توجيه ضربة دقيقة من مسافة بعيدة، يلعب صاروخ AARGM دورًا ثانويًا كسلاح هجومي سريع الاستجابة ضد أهداف غير مرتبطة بالدفاع الجوي. في هذا السيناريو، يُبرمج الصاروخ لإصابة إحداثيات محددة، حيث إن سرعته العالية ومداه يجعله مُنفذًا فعالًا للغاية وحساسًا للوقت في هذا النوع من الاشتباكات.

والعام الماضي، أثناء نشر حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN-69) في منطقة الأسطول الخامس الأمريكي، كان أول استخدام قتالي لـ AARGM كان من مقاتلة "بيونيغ-18" التي تم نشرها على متن تلك السفينة الحربية. وفق تأكيدات البحرية الأمريكية للموقع العسكري.
دفاعات الحوثيين
وأكدت البحرية أن طائرة بوينغ -18 (EA-18G) المخصصة للقوات البحرية (VAQ-130) في حاملة الطائرات أيزنهاور، استخدمت صاروخًا موجهًا مضادًا للطائرات لضرب طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24/35 Hind على الأرض في اليمن.
بالنسبة لهدف لا ينبعث منه إشعاعات مثل مروحية Hind، فقد تم استهدافها ضمن ما يعرف بـ "kill chain سلسلة القتل" أو استخبارات ما قبل المهمة لدى البحرية، يرجح أن يكون قد رصد الهدف، وتم استخدام AARGM لتدميره أثناء وجوده على الأرض، باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) INS للوصول إلى الهدف، ثم توجيهه إليه باستخدام الباحث الراداري ذي الموجات المليمترية.
تشير عبارة "kill chain" إلى سلسلة إجراءات العمليات العسكرية التي تبدأ بتحديد الهدف وتنتهي بتنفيذه، وتشمل جمع المعلومات الاستخباراتية، وتحليل البيانات، واتخاذ القرار، ثم الضربة الفعلية وتستخدم لضمان تنفيذ المهام القتالية بدقة.
وقال موقع TWZ العسكري، أنه حصل على تأكيدٍ لبعض أنواع الأهداف الموضحة في على طائرات "بيونيغ-18" التي شوهدت على متن حاملة الطائرات أيزنهاور العام الماضي، والتي تعرف بـ "علامات القتل kill marks".
في الجيش الأمريكي، تشير "kill marks" إلى العلامات أو الرموز التي توضع على المعدات العسكرية، ومنها الطائرات للإشارة إلى عدد الأهداف التي تم تدميرها خلال العمليات القتالية، وتُستخدم هذه العلامات كتقليد عسكري يُبرز نجاح الوحدات أو الأفراد في المعارك، وغالبًا ما تكون على شكل رموز أو رسوم مثل النجوم أو الخطوط.
من بين هذه الأهداف الموجودة في إشارات إحدى هذه الطائرات إلى تدمير مروحية (هيند المذكورة آنفًا)، واثنتان إلى طائرات حوثية مُسيّرة أُسقطت فوق البحر الأحمر، أما الستة المتبقية فكانت رادارات حوثية غير محددة.
وخلص الموقع العسكري الأمريكي، إلى أن التكوين الصاروخي المضاد للإشعاع الثقيل الذي تحمله طائرة "بيونيغ-18" هو أحدث مؤشر على أن الدفاعات الجوية للحوثيين أكثر تقدمًا مما يعتقد معظم الناس، وأنهم بعد كل هذه الأشهر، لا يزالون يشكلون تهديدًا، وتعمل البحرية على القضاء عليه.