في ندوة بالقاهرة.. الصحفي المنصوري يدعو لإنشاء محكمة عربية لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين
في ندوة بالقاهرة.. الصحفي المنصوري يدعو لإنشاء محكمة عربية لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين
القاهرة -
نظمت لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين المصريين، يوم الثلاثاء، ندوة حوارية بعنوان “تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات.. وسبل المواجهة”، بمشاركة عدد من الصحفيين من دول عربية مختلفة، من بينها اليمن وفلسطين ولبنان والسودان والعراق وسوريا.
وناقش المشاركون المخاطر التي يواجهها الصحفيون في بيئات النزاع، وسبل تعزيز حمايتهم، وآليات محاسبة الجهات المتورطة في الانتهاكات ضدهم.
واستعرض الصحفي اليمني توفيق المنصوري، أحد الصحفيين الذين احتجزتهم جماعة الحوثيين لعدة سنوات، التجربة التي مر بها داخل السجون، متحدثًا عن عمليات التعذيب والانتهاكات التي تعرض لها مع زملائه، فضلًا عن ممارسات الجماعة ضد الصحافة منذ انقلابها على الحكومة المعترف بها دوليًا في عام 2014.
وقال المنصوري إن جماعة الحوثي تعتبر الصحافة "عدوًا يجب القضاء عليه"، مشيرًا إلى أن تقارير حقوقية وثّقت مئات الانتهاكات ضد الصحفيين، من بينها القتل والاختطاف والتعذيب وأحكام الإعدام، إلى جانب إغلاق الصحف وحظر المواقع الإخبارية ومصادرة المؤسسات الإعلامية.
وأضاف أنه شخصيًا تعرض لتعذيب وحشي، شمل الضرب المبرح وكسر الجمجمة، على يد القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى، الذي يشرف على ملف الأسرى لدى الجماعة، وروى تفاصيل صادمة عن أساليب التعذيب المستخدمة داخل السجون، والتي قال إنها تُمارس بشكل ممنهج ضد الصحفيين المختطفين.
وأشار المنصوري إلى أن جماعة الحوثيين لا ترى التعذيب كوسيلة انتقام فحسب، بل كأداة رئيسية لإسكات الأصوات المعارضة، مؤكدًا أن أحد القيادات الحوثية قال له ولزملائه المعتقلين: "نحن نتعبد الله بتعذيبكم"، وهو ما يعكس، على حد تعبيره، توظيف الجماعة للمعتقدات الدينية في تبرير ممارساتها القمعية.
ووصف المنصوري وضع الصحافة في اليمن بأنه "مرعب"، مشيرًا إلى أن العمل الصحفي بات مستحيلًا في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، حيث يواجه الصحفيون خيارين لا ثالث لهما: إما السجن أو الهروب خارج البلاد.
وأوضح أن الجماعة لا تكتفي بقمع الصحافة، بل تستخدم وسائل الإعلام التي تسيطر عليها كأداة لنشر خطابها السياسي والأيديولوجي.
وفيما يتعلق بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليًا، قال المنصوري إن الوضع ليس مثاليًا أيضًا، حيث يواجه الصحفيون تهديدات وانتهاكات مختلفة، في ظل غياب آليات فعالة لحمايتهم.
وتطرق إلى الأحكام الصادرة بحق الصحفيين المختطفين، مؤكدًا أن جماعة الحوثي تستخدم القضاء كأداة لإرهاب الإعلاميين. وأضاف أن الجماعة لا تكتفي بسجن الصحفيين وتعذيبهم، بل تلجأ إلى إصدار أحكام إعدام بحقهم، بهدف بث الرعب في أوساط الصحفيين والمجتمع اليمني بشكل عام.
وفي سياق حديثه عن المخاطر التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاع، أدان المنصوري إعدام تنظيم القاعدة للصحفي محمد المقري، معتبرًا أن الجماعات المتطرفة، سواء الحوثيين أو القاعدة أو داعش، تتعامل مع الصحفيين كأعداء لأنها تخشى الحقيقة وحرية الرأي والتعبير.
ودعا المنصوري إلى إنشاء محكمة عربية خاصة لمحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين، مشددًا على أن الإفلات من العقاب يشجع على استمرار الانتهاكات بحق الإعلاميين، كما طالب المنظمات الصحفية العربية والدولية بتبني هذه المبادرة، والعمل على ضمان تحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات الصحفية.
وقال المنصوري: "ما تعرضنا له نحن الصحفيين في اليمن، وما يتعرض له زملاؤنا في سوريا والعراق وفلسطين ومناطق نزاع أخرى، يفرض على الجميع التحرك لإنشاء كيان قضائي مستقل يلاحق منتهكي حرية الصحافة، ويضمن حماية الإعلاميين من أن يصبحوا أهدافًا سهلة للقمع والجماعات المسلحة."
واختتم المنصوري حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في اليمن، مشيرًا إلى أن السكوت عن هذه الجرائم يشجع على تكرارها، ويهدد مستقبل الصحافة الحرة في المنطقة.