حصاد 2024..الكوليرا والتغييرات المناخية أبرز الكوارث في اليمن خلال العام المنصرم
حصاد 2024..الكوليرا والتغييرات المناخية أبرز الكوارث في اليمن خلال العام المنصرم
اليمن -
إلى جانب الصراع الدموي المستمر منذ عشر سنوات، وتداعياته الإنسانية، وتصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، شهد اليمن خلال العام المنصرم كارثة الفيضانات التي ضربت مختلف محافظات البلاد، وخلفت أوضاعاً مأساوية لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اللحظة، فضلاً عن عودة تفشي وباء الكوليرا الذي ضرب البلاد مجدداً مخلفاً مئات الآلاف من المرضى ومئات الوفيات كأبرز حدثين على المستوى الإنساني تم رصدهما في العام 2014م.
وشهد موسم الأمطار الفائت باليمن، هطول أمطار غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى خسائر بشرية كبيرة، فضلاً عن الدمار والنزوح مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في البلاد بسبب الصراع المطول والكوارث وتفشي الأمراض.
وحسب تقارير دولية فإن اليمن شهد موسمين رئيسيين للأمطار خلال 2024م، أحدهما في أبريل ومايو والآخر من يوليو حتى نهاية سبتمبر والذي كان مدمرًا بشكل خاص هذا العام بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد.
وعلى صعيد الوضع الصحي، عاودت جائحة الكوليرا بالتفشي في البلاد خلال العام المنصرم، جراء انهيار المنظومة الصحية في البلاد بفعل الحرب، ووقف مليشيا الحوثي حملات التطعيم في مناطق سيطرتها، الأمر الذي تسبب بكارثة لا تزال مستمرة.
الفيضانات.. خسائر بشرية كبيرة وتضرر مئات الآلاف
أودت الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة التي شهدتها اليمن في العام 2024م، بمقتل وإصابة 875 شخصاً وتضرر أكثر من1,3 مليون شخص في مختلف محافظات البلاد.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في آخر تحديث له عن الحالة المطرية وأضرارها، الذي أصدره في نوفمبر الماضي، أن الامطار والفيضانات المدمرة، أسفرت عن مقتل 240 شخصًا وإصابة 635 آخرين.
ونوه التقرير إلى أن غالبية المحافظات اليمنية تأثرت بتلك الفيضانات، وكانت محافظات (صعدة، الجوف، حجة، مأرب، تعز، الحديدة، المحويت) هي الأكثر تضرراً.
من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، إن أكثر من 187 ألف أسرة في 20 محافظة، تأثرت بالأمطار الغزيرة والفيضانات، والتي تسببت في أضرار جسيمة أثرت على أكثر من 1.3 مليون شخص، حسب تقرير نشره اليونيسف.
وتسببت الكوارث الطبيعية الناجمة عن المناخ بنزوح 70,411 أسرة (492,877 فردًا) خلال العام المنصرم 2024م، حسب آخر تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
أضرار مدمرة
وأشارت التقارير الأممية إلى أن الفيضانات التي ضربت البلاد العام الفائت، أدت إلى تدمير عدد كبير من المنازل الطينية وخيام النازحين، وتدمير العديد من مصادر المياه والطرق، وتعطيل سبل العيش، وغمر الأراضي الزراعية، وتسببت في أضرار جسيمة للثروة الحيوانية، وهددت الأمن الغذائي، ونقلت الذخائر غير المنفجرة إلى المناطق السكنية مما تسبب في ارتفاع مخاطر تعرض الأشخاص والعاملين في المجال الإنساني المستجيبين على الأرض.
ولفتت إلى أن الفيضانات ألحقت أضراراً جسمية بمواقع السكان والنازحين داخليًا ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، ووفقًا للتحديثات الأخيرة للمجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية في اليمن، تضرر 34709 مأوى، من بينها 12837 تضررت جزئيًا و21872 تضررت بالكامل.
وفي القطاع الصحي تسببت الفيضانات في إلحاق أضرار بالمرافق الصحية؛ فوفقًا لآخر تحديثات مجموعة الصحة الوطنية في اليمن، تأثر 126 مرفقًا صحيًا بالفيضانات، وبمستويات متفاوتة، وساهمت في تفشي الكوليرا إلى جانب العديد من الأمراض المنقولة بالمياه مثل الملاريا وحمى الضنك، والتي تفاقمت بسبب المياه الراكدة وانتشار النواقل، وفقاً للتقارير.
وألحقت السيول أضراراً مدمرة بسبل العيش، فقد تأثر حوالي 99000 هكتار من الأراضي الزراعية بالفيضانات. وكانت معظم هذه الأراضي الزراعية المتضررة في الحديدة (77362 هكتارًا) وحجة (20717 هكتارًا)، وهو ما يمثل حوالي 12 في المائة و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، كما تأثر حوالي 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقًا لتقييم سريع أجرته منظمة الأغذية والزراعة في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2024.
الكوليرا خطر يفتك بالأرواح
في العام 2024 شهد اليمن تفشي موجة جديدة من الكوليرا هي الثانية بعد موجة التفشي الأولى التي شهدتها البلاد في العام 2016م وبلغت ذروتها في العام 2017م لتستمر حتى نوفمبر 2021م، مسجلة 2.5 مليون حالة إصابة وأكثر من 4 آلاف وفاة، وفي التقديرات الأممية.
وانتشرت الموجة الجديدة من الوباء من عموم البلاد غير أن غالبية حالات الإصابة والكوليرا كانت في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الذي شنت حملة شيطنة ضد اللقاحات.
وقبل أيام أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن اليمن شهد أكثر تفشي للكوليرا في العالم خلال العام المنصرم، مسجلة 260,552 حالة إصابة و879 حالة وفاة منذ بداية العام وحتى الـ 29 ديسمبر الفائت.
وأوضحت "الصحة العالمية" أن الحديدة وحجة وعمران وتعز تصدرت قائمة المحافظات في عدد حالات الكوليرا/الإسهال المائي الحاد (AWD) المُعلن عنها خلال العام، فيما كانت شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى هي الأقل في حالات الإصابة.
والكوليرا مرض معدٍ تسببه بكتيريا Vibrio cholerae المنقولة بالماء، وينتشر بسرعة بين السكان، وذلك في المقام الأول من خلال استهلاك المياه أو الطعام الملوث. ويظهر المرض على شكل إسهال لا يمكن السيطرة عليه، والذي إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى الجفاف الشديد أو حتى الموت.
وإلى جانب الكوليرا لا يزال البلد يعاني من فاشيات متعاقبة من الحصبة والخناق (الدفتريا) وحمى الضنك وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض.
المصدر: يمن شباب نت