سوريا.. قوات المعارضة تطوّق دمشق وتسيطر على مناطق ومعسكرات في حمص
سوريا.. قوات المعارضة تطوّق دمشق وتسيطر على مناطق ومعسكرات في حمص
سوريا -
أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها بدأت مرحلة "تطويق" دمشق، مشيرة إلى أن بضعة كيلومترات تفصلها عن العاصمة، بينما نفت وزارة الدفاع انسحاب الجيش من مناطق محيطة بالعاصمة، وفي حين أحكمت المعارضة سيطرتها على درعا والسويداء والقنيطرة، ما تزال الاشتباكات تتواصل في حمص.
وقال القائد في إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية حسن عبد الغني "بدأت قواتنا تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق".
كما قالت المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على بلدات ومدن بريف دمشق الغربي والجنوبي بينها القنيطرة وأنها باتت على بعد أقل من 20 كيلومتر عن البوابة الجنوبية للعاصمة دمشق.
وتحدثت المعارضة السورية عن انسحاب قوات النظام من معضمية الشام بريف دمشق الغربي، في حين تحدثت مصادر عن انسحاب القوات الحكومية السورية من مواقعها العسكرية في بلدات زاكية وكناكر وسعسع وفوج المدفعية في ريف دمشق الغربي باتجاه العاصمة.
وأوضحت المصادر إلى أن القوات انسحبت من اللواء 121 في بلدة كناكر، ومن الفرقة السابعة في بلدة زاكية، مضيفا، إن أهالي بلدة جرمانا في ريف دمشق يتظاهرون ويسقطون تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد.
من جهته، طلب القيادي في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية أحمد الشرع – الملقب بأبي محمد الجولاني – من المقاتلين أن يتركوا إدارة المدن التي يسيطرون عليها للشرطة والأمن، مؤكدا أن "دمشق تنتظرهم".
حمص
وفي حمص -عاصمة الثورة السورية- قالت المعارضة المسلحة إنها سيطرت على آخر قرية على تخوم مدينة حمص، ووجهت نداء -قالت إنه الأخير- لقوات النظام في المدينة للانشقاق عن النظام.
وقبل قليل، أعلنت المعارضة المسلحة "تحرير" قرى المشرفة والحمرات والحميس وسعن الأسود وعين حسين وعيدون وتل الحمر والجمالة وعز الدين والزيتونة شمال شرق حمص، وقالت إن "قواتنا خلف خطوط العدو بدأت عملية نوعية داخل حمص بالتزامن مع هجوم واسع من محاور عدة".
وبثت المعارضة المسلحة صورا للحظة دخول قواتها إلى مدينتي الرستن وتلبيسة حيث أظهرت الصور سيطرتها على مخفر المدينة، وانسحاب قوات النظام من نقاطها العسكرية.
وأفاد مراسل الجزيرة في مدينة تلبيسة بريف حمص بشن قوات النظام السوري قصفا جويا ومدفعيا عنيفا على المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في تلبيسة والرستن والقرى والبلدات المحيطة بها. وبهذا تكون قوات المعارضة قد أصبحت على بُعد 12 كيلو مترا من وسط مدينة حمص.
كما سيطر فصيل "جيش سوريا الحرة"- المعارض المدعوم أميركيا على مدينة تدمر الأثرية في الريف الشرقي لمحافظة حمص، بعد اشتباكات مع قوات النظام.
وبحسب مراسل الأناضول، أحرز جيش سوريا الحرة المعارض المتمركز في منطقة التنف الواقعة على الحدود السورية العراقية الأردنية، تقدما كبيرا ضد قوات الأسد في منطقة تدمر.
وبعد اشتباكات مع قوات النظام، تمكن جيش سوريا الحرة من بسط سيطرته على تدمر، وبلدة السخنة الواقعة بين حمص ودير الزور، وقرية القريتين، وجبل الغراب ذو الموقع الاستراتيجي بالقرب من طريق تدمر دمشق.
القنيطرة والسويداء
وبعيدا عن العاصمة دمشق، سيطرت قوات المعارضة السورية على مدينة القنيطرة، الواقعة جنوب غربي البلاد، قرب الحدود مع إسرائيل.
وبحسب معلومات من مصادر محلية، بسطت فصائل معارضة سيطرتها على القنيطرة -على بعد 60 كيلو مترا من دمشق- بعد اشتباكات مع قوات نظام الأسد منذ صباح السبت.
وانسحبت قوات الأسد من المدينة وتوجهت إلى العاصمة دمشق. كما ذكرت المعارضة المسلحة أنها بسطت سيطرتها على مبنى قيادة الشرطة في محافظة القنيطرة، جنوب غربي سوريا على الحدود مع إسرائيل.
وأوضح فيديو بثته المعارضة صورا تظهر سيطرتها أيضا على مدينة خان أرنبة، في ريف القنيطرة، حيث أظهرت الصور دخول مقاتلي المعارضة للمدينة، وإزالتهم صور الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إن المدينة خلت من أي مظاهر مسلحة للنظام السوري.
وأفادت مصادر محلية أن "جيش سوريا الحرة" بدأ عملية عسكرية للسيطرة على مواقع النظام في تدمر والبادية، خشية تقدم تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن جيش سوريا الحرة سيطر كذلك على أسلحة ومعدات في البادية السورية، بعد اشتباكات مع قوات النظام المحلية.
كما بسطت قوات المعارضة سيطرتها على كامل محافظة السويداء جنوبي سوريا.وقالت فصائل محلية -في بيان صباح اليوم- إنها سيطرت على قسم المخابرات الجوية التابع للنظام في المدينة، وفرع الأمن الجنائي، والفوج ٤٠٥- قوات خاصة، بعد انشقاق عناصر تابعة للنظام.
وقالت الفصائل المحلية في السويداء -في وقت سابق- إنها سيطرت على مقر قيادة الشرطة في المدينة، والسجن المركزي. وأوضحت الفصائل أنها هاجمت قوات الجيش في حاجز شهبا، شمالي مدينة السويداء.
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن "فصائل درزية مسلحة" تأكيدها أنها سيطرت على معظم قواعد الجيش في محافظة السويداء بجنوب سوريا على الحدود مع الأردن، تاركة قاعدة رئيسية واحدة شمالي مدينة السويداء.
وظلت قاعدة خلخلة الجوية الواقعة شمالي عاصمة المحافظة في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية تحت سيطرة الجيش حيث تعيد القوات تجميع صفوفها. وأضاف المصادر لرويترز أن مقر وحدة القوات الخاصة التابعة للجيش في المدينة شهد وقائع انشقاق جماعية.
وقالت المصادر إن المئات من جنود الجيش يحتمون الآن في أماكن تابعة للطائفة الدرزية.
درعا في قبضة المعارضة
وفي جنوب سوريا أيضا، سيطرت غرفة عمليات الجنوب التابعة للمعارضة -أمس الجمعة- على أحياء مدينة درعا بالكامل.
وقالت إدارة العمليات العسكرية إنها سيطرت على الطريق الدولي السريع عمّان- دمشق، وعلى مدينة إزرع، إحدى أكبر مدن المحافظة، وأضافت أنها قطعت طرق الإمداد عن قوات النظام في المدينة، وأن مقاتليها دخلوا معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وأكدت أنها سيطرت على اللواء 52 في ريف درعا الشرقي.
وجاءت سيطرت المعارضة على المدينة بعد ان انسحبت عناصر النظام السوري باتجاه إزرع شمالي درعا.
وقال القائد بغرفة عمليات الجنوب أحمد المصري إن الغرفة كانت على إطلاع بأن هناك عملية إخلاء وانسحاب لعناصر قوات النظام من المدينة.
وأضاف المصري -لمراسل لجزيرة نت مهاب العمري- أن هذه الخطوة كانت أفضل الحلول لتتجنب المدينة العمليات العسكرية والذي قد تؤدي إلى مقتل العشرات وإصابة المئات فضلا عن الدمار في البنية التحتية.
من جانبه، تحدث أحمد أرشيدات أحد قادة غرفة العمليات الجنوب للجزيرة نت عن أن حماية الممتلكات العامة كان أولوية لدى غرفة العمليات قبل الدخول إليها.
وأكد على أنه أخذ بعين الاعتبار التركيز على حماية المؤسسات التي تحتوي على الوثائق الشخصية للمدنيين وهي السجل المدني والسجل العقاري ومديرية المالية.
وشدد على أن المشافي كان لها معاملة خاصة من خلال حمايتها ودخول أطباء موافقين لغرفة العمليات وتم استمرار تسيير أعمال المشافي دون أي تغيير في الكوادر.
في المقابل، حرق عناصر قوات النظام السوري الأوراق الثبوتية في كل الأفرع الأمنية وهي المخابرات الجوية والأمن العسكري وأمن الدولة، قبل خروجهم منها.
دير الزور وتدمر
وفي شرق البلاد، قالت ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إن عناصر مجلس دير الزور العسكري التابع لها انتشروا في مدينة دير الزور ومنطقة غرب الفرات.
وأضاف التنظيم في بيان أن هذه التحركات جاءت من أجل حماية الشعب معتبرا أن التطورات التي تحصل في سوريا تشكل خطرا على أمن الشعب والمنطقة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية سورية أن قوات قسد التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري فيها، سيطرت على معبر البوكمال الحدودي مع العراق.
وقال مسؤولون محليون ومصادر أمنية لوكالة رويترز يوم السبت إن عشرات من الجنود السوريين دخلوا العراق عبر معبر القائم الحدودي بالتنسيق مع القوات العراقية.
المصدر: وكالات