أخبار إيجاز

تقارير أمريكية تضع سيناريوهات جديدة منها "استهداف القيادات"

تقارير أمريكية تضع سيناريوهات جديدة منها "استهداف القيادات"

اليمن -

يواجه المسؤولون الأمريكيون صعوبة في كيفية زيادة الضغط على الحوثيين، حيث يرى البعض أن استخدام القوة وحده غير فعال في حين يعتقد آخرون أن هناك طرق أكثر فاعلية منها استهداف القيادات الحوثيين.

ركزت تحليلات وتغطية الصحافة الأمريكية خلال الأيام الماضية على تصور سيناريوهات يمكن أن تتعامل بها إدارة ترامب مع الحوثيين، في الوقت الذي تؤكد إدارة بايدن أنها تعمل باستمرار لوقف الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون المدعومين من إيران ضد السفن في البحر الأحمر، التي أصبحت تثير مخاوف واشنطن.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين في إدارة بايدن انتقادهم لسير العملية حاليا، وقالو "من المكلف للغاية وغير العملي الاستمرار في إطلاق صواريخ بملايين الدولارات على الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية الرخيصة".

وخارج الإدارة الأمريكية – وفق سي إن إن - يقول بعض المسؤولين السابقين إن الإدارة اتخذت نهجا محافظا للغاية وتحتاج إلى التركيز على استهداف قادة الحوثيين بدلا من مخزون أسلحتهم. وهذا يحتاج لتغيير إستراتيجية الدفاع الأمريكية ضد الحوثيين.

توقع تحليل "ناشونال إنترست" أن توجّه إدارة ترامب مجموعة من الضربات على قادة الحوثيين رفيعي المستوى، والمواقع العسكرية لإضعاف الجماعة. مشيرا إلى التصور الذي يتبناه الوزير المعين من قبل ترامب للخارجية الأمريكية، ماركو روبيو، من الحوثيين في التعامل بحزم أكثر معهم.

وتغيرت استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين منذ بدء الهجمات في أكتوبر/تشرين الأول، حيث بدأت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في ضرب أسلحة الحوثيين داخل اليمن بشكل استباقي، عندما ترى أن أنظمة الصواريخ لديهم جاهزة للإطلاق.

لكن العديد من المسؤولين قالوا، إن الولايات المتحدة لا يزال ليس لديها مقياس يسمح لها بتقييم النسبة المئوية لمعدات الحوثيين التي دمرت، وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغير نهجها العسكري بشكل أكبر. وقال أحد كبار مسؤولي الدفاع، في إشارة إلى الحوثيين: "إنهم يواصلون مفاجأتنا، وليس لدينا فكرة جيدة عما لا يزال لديهم".

إستهداف قيادات الحوثيون

وفي حين أن الولايات المتحدة ضربت العشرات من أهداف الحوثيين داخل اليمن منذ يناير/كانون الثاني - بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة ومرافق تخزين الأسلحة - فإن الحوثيين بدورهم يقومون ببناء أنفاق بالقرب من الساحل الغربي لليمن ويبقون تحت الأرض، كما ذكر المسؤولون.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين اثنين في الإدارة الأمريكية "أن الحوثيين يشعرون بقلق بالغ أيضا بشأن استهداف قيادتهم العليا في ضربة جوية، وأصبحوا مذعورين بشكل متزايد".

وبالنسبة لبعض المسؤولين الأمريكيين السابقين، يرون أن سبب فشل الولايات المتحدة في ردع الحوثيين بشكل فعّال هو أنها لم تضرب قيادة الحوثيين بعد وركزت بدلا من ذلك على تدمير الأسلحة والمعدات.

ويشير المسؤولون السابقون إلى النجاح الواضح الذي حققته الإدارة في ردع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا من خلال ضرب قادتها. وقال مسؤول عسكري أمريكي سابق: "يبدو أن الحملة الأمريكية ضد الحوثيين تحمل السمات المميزة للعديد من هذه الحملات المقيدة، حيث نسعى لتجنب التسبب في ضرر فعلي لهم". في إشارة لعدم استهداف قيادات الحوثيين.

زيادة حدة هجمات الحوثيين

وقد أصبحت القضية أكثر حدة، خاصة في ظل الزيادة الملحوظة في هجمات الحوثيين خلال اليومين الماضيين، كما أثار نشر الحوثيين لأول مرة الأسبوع الماضي طائرة بدون طيار تحت الماء قلق المسؤولين الأمريكيين.

ودمرت القوات الأمريكية تلك الطائرة بدون طيار في نهاية المطاف لكنها تشكل "تهديدا غير معروف ويمكن أن تكون فتاكة للغاية"، حسبما قال الأدميرال مارك ميجيز، قائد "كاريير سترايك 2" المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "دوايت دى أيزنهاور"، لشبكة CNN الأسبوع الماضي. وأضاف أن الولايات المتحدة "ليس لديها سوى القليل من المعلومات الدقيقة فيما يتعلق بما يمتلكه الحوثيون من هذه الأسلحة".

ويعتقد بعض المسؤولين أن هجمات الحوثيين قد تتوقف إذا انتهت الحرب في غزة، فيما يرى البعض أن الولايات المتحدة بحاجة الآن إلى التحول إلى حملة ضغط دولية أقوى والتأكيد بشكل أفضل على الكيفية التي تعيق بها الهجمات شحنات المساعدات الإنسانية إلى الفقراء بما في ذلك الشعب اليمني.

وقال مسؤولون إن الحوثيين قلقون للغاية بشأن صورتهم العامة داخل اليمن، وحاولوا تصوير أنفسهم على أنهم يقاتلون من أجل تحسين حياة الفلسطينيين وإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة.

وأشار المسؤولون إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يتمتعون بشعبية كبيرة في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها، فإن القضية الفلسطينية نفسها تحظى بشعبية كبيرة بين اليمنيين. وفق الشبكة الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، قال المسؤولون إن الحوثيين يتوقون أيضاً إلى الشرعية الدولية، ويريدون الاعتراف بهم كحكومة رسمية وقاتلوا من أجل ذلك لسنوات كجزء من حرب أهلية ضد التحالف السعودي الذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وبحسب الشبكة الأمريكية "يعتقد بعض كبار المسؤولين داخل الإدارة الأمريكية أن الحوثيين سيحافظون على كلمتهم ويوقفون هجماتهم إذا أنهت إسرائيل حربها في غزة، وهو أمر يقول بعض المسؤولين السابقين سرا إنه مجرد تفكير بالتمني".

وقللت الإدارة الأمريكية بشكل متكرر علانية من مزاعم الحوثيين بأنهم يهاجمون السفن كوسيلة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، ومع ذلك، يعترف بعض كبار المسؤولين سرا بأنه من الممكن تماما أن يتوقف الحوثيون إذا توقفت إسرائيل عن ذلك. ويقول المسؤولون إنهم لا يستطيعون الانتظار لمعرفة ما إذا كان وقف إطلاق النار سيتحقق للرد على عدوان الحوثيين.

واشنطن بحاجة لموقف صارم ضد الحوثيين

وانتقد تحليل أمريكي آخر تعامل الإدارة الأمريكية مع الحوثيين الذين يشنون هجمات في البحر الأحمر، وأعتبر أن النهج الحالي لواشنطن لا يرقى إلى المستوى المطلوب، وزاد من تهديدات الحوثيين في تسهيل إيران مفاوضات سرية بين روسيا والحوثيين لتزويدهم بصواريخ مضادة للسفن.

ورأى تحليل مجلة "ناشيونال ريفيو" National Review الأمريكية، – ترجمه "يمن شباب نت" – أن التهديد الحوثي لم يتراجع بل تحولوا إلى جماعة مسلحة ذات طموحات إقليمية، وتعززت قوتهم بدعم عسكري من إيران. مشيراً "دعم مالي تيسره الصين بشكل غير مباشر، من خلال شراء 90% من نفط إيران عبر قنوات غير مشروعة، مكنت الصين إيران فعليا من تمويل الحوثيين".

لقد أصبحت الجماعة الحوثية الإرهابية تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن البحري والتجارة العالمية، وهناك مؤشرات على أنها توسع نفوذها في الصومال، حيث تشير تقارير الاستخبارات الأمريكية إلى أن الحوثيين كانوا في محادثات لتزويد حركة الشباب بالأسلحة.

وعملت الولايات المتحدة من أجل الحد من نفوذ الحوثيين، من خلال إطلاق عملية حارس الرخاء، وإعادة تصنيف الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وإنفاق 4.86 مليار دولار على مواجهة أنشطتهم. وفق المجلة الأمريكية.

"ينبغي للولايات المتحدة أن تستغل فرصة إضعاف وكلاء إيران لمواجهة جماعة الحوثي، التي أدت أفعالها لزعزعة استقرار البحر الأحمر، وألحقت الضرر بحلفاء الولايات المتحدة، ومهدت الطريق أمام روسيا والصين وإيران لتأكيد الهيمنة على المياه الاستراتيجية"، بحسب تحليل المجلة الأمريكية.

وأشار التحليل "لطالما اعتبرت روسيا والصين البحر الأحمر منطقة ذات أهمية استراتيجية، حيث تسعى كل منهما إلى إنشاء موطئ قدم يمكن أن ينافس النفوذ الأمريكي، وقد استثمرت بكين بشكل كبير في البنية التحتية البحرية الإقليمية، كما روسيا عدم الاستقرار السياسي في السودان للتفاوض على إنشاء قاعدة على البحر الأحمر".

لقد تسببت هجمات الحوثيين في خسائر تقدر بنحو 2.1 مليار دولار في التجارة البحرية. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، فإن 65 دولة متضررة معظمها من حلفاء أو شركاء للولايات المتحدة.

خيارات إدارة ترامب العسكرية

ورأى تحليل المجلة الأمريكية، أن على إدارة ترامب الانتقال من الموقف الدفاعي إلى استراتيجية أكثر حزما تجاه الحوثيين. وكما قال بريان هوك، المبعوث الخاص السابق لإيران، "يدرك الرئيس ترامب أن المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط اليوم هو النظام الإيراني".

وقوضت، الضربات الإسرائيلية التي استهدفت اغتيال شخصيات رفيعة من حلفاء إيران في قوضت مصداقية طهران بشكل كبير كقوة راعية، وفي هذا السياق وضعت المجلة الأمريكية أربع خيارات يمكن تنفيذها لردع الحوثيين كالتالي.

أولا، يمكن لإدارة ترامب، تنفيذ ضربات عسكرية ليس فقط ضد أهداف الحوثيين ولكن أيضًا ضد اقسم الداعم للحوثيين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان له دور فعال في تقديم الدعم السياسي والعسكري للحوثيين.

ثانيا، نظرا لاعتماد الحوثيين على الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، يمكن لواشنطن أن تفكر في التحالف مع إسرائيل من خلال تنفيذ ضربات جوية دقيقة على أهداف عالية القيمة مثل منشآت إنتاج الطائرات بدون طيار الإيرانية.

ورأت المجلة الأمريكية أن "مثل هذه العملية لن تعطل سلاسل الإمداد الحيوية للحوثيين فحسب، بل ستحد أيضا من وصول روسيا إلى الطائرات بدون طيار الإيرانية، التي تم نشرها في الحرب ضد أوكرانيا".

يشار أن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية ذكرت في فبراير/شباط أن "إيران نشرت منذ عام 2017 طائرات بدون طيار متقدمة في مناطق الصراع العالمية". وكلما تأخرت واشنطن في معالجة هذه القضية، كلما استمرت إيران في تقويض الولايات المتحدة كقوة بحرية وتجارية.

ثالثًا، سيكون فرض العقوبات بشكل أكثر صرامة على التعاون الاقتصادي الصيني الإيراني ضروريًا لتجفيف الموارد المالية لكل من الحرس الثوري الإيراني والحوثيين. وفي الربع الأول من عام 2024، وصلت صادرات النفط الإيرانية إلى مستويات قياسية، مدفوعة بشكل أساسي باستمرار بكين في الشراء.

وأفادت دائرة أبحاث الكونجرس، أن الصين تعتبر الفوائد الاقتصادية لاستيراد النفط الإيراني تفوق مخاطر العقوبات الأمريكية المحتملة. ومع ذلك، إذا تبنت إدارة ترامب سياسة أكثر صرامة في فرض العقوبات واستهداف الكيانات التي تتخذ من الصين مقراً لها، قد تقوض الفوائد المالية لمثل هذا التعاون.

وأخيرا، يتعين على إدارة ترامب أن تدعم خصوم الحوثيين الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، والتي غرقت لسنوات في عملية سلام مشوهة تقودها الأمم المتحدة. وسيكون تعزيز الحكومة الشرعية ضروريا لمساعدة اليمنيين على استعادة بلادهم من الميليشيات المدعومة من إيران. والواقع أن الحوثيين على عكس الاعتقاد السائد، لا يتمتعون بشعبية في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى